أزمة البطالة تهدد خريجي المعاهد العليا للتمريض بالمغرب وسط نقص حاد في الأطر الصحية

تستمر أزمة البطالة في تهديد مستقبل آلاف خريجي المعاهد العليا للمهن التمريضية وتقنيات الصحة بالمغرب، رغم الحاجة الماسة لهم في المستشفيات والمراكز الاستشفائية، خاصة في ظل الخصاص الكبير في الأطر التمريضية الذي يفاقم من ضعف جودة الخدمات الصحية ويهدد حياة المواطنين.

ويعكس السؤال البرلماني المقدم من الخديجة أروهال، عن فريق التقدم والاشتراكية بمجلس المستشارين، حجم التحدي: كيف يعقل أن يتخرج آلاف الممرضين المؤهلين، في وقت يشهد فيه القطاع الصحي شحًا مزمنا في الأطر، وأن تُترك هذه الكفاءات حبيسة البطالة؟

وأشار التقرير البرلماني الأخير إلى أن الخصاص في الأطر التمريضية وصل إلى مستويات مقلقة في بعض الجهات، حيث يهدد نقص الممرضين بإغلاق أقسام حيوية بالمستشفيات، في حين تعاني مدن ومناطق أخرى من فائض من الخريجين العاطلين. هذا التوزيع غير المتوازن للمباريات والوظائف يخلق مفارقة صادمة: البطالة في صفوف المؤهلين، ونقص الأطر في أماكن الحاجة القصوى.

وتشير معطيات البرنامج الوطني للصحة إلى أن المغرب يهدف إلى بلوغ نسبة 45 مهني صحة لكل 10.000 نسمة بحلول 2030، لكن الواقع الحالي يكشف أن السياسات المعتمدة لم تحقق حتى الآن التوزيع العادل للمباريات أو الاعتراف الكافي بالمكانة المهنية لهؤلاء الخريجين.

ويؤكد خبراء الصحة أن الخصاص في الممرضين ليس مجرد رقم إحصائي، بل مسألة حياة أو موت. فغرف الإنعاش وأقسام العمليات والولادة تعاني من نقص حاد في الأطر، ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الممرضين القلائل المتواجدين، وتأجيل بعض العلاجات والإجراءات الضرورية، وهو ما ينعكس مباشرة على جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور أنس المرابط، خبير في السياسات الصحية: “ترك خريجي المعاهد العليا للتمريض بلا عمل بينما تُعاني بعض المناطق من نقص حاد في الأطر، هو خيبة للسياسات الصحية وفشل في ترجمة البرامج الوطنية إلى واقع ملموس”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.