التناقض في الشخصية.. صراع الذات بين المشاعر والقيم

مجلة أصوات

يُعدّ التناقض في الشخصية من الظواهر النفسية المعقّدة التي يعيشها الكثير من الأفراد في حياتهم اليومية، حيث يظهر الشخص بوجهٍ معيّن في موقف، ثمّ بوجهٍ مختلف أو حتى معاكس في موقف آخر. هذا التناقض لا يعني بالضرورة النفاق أو الازدواجية، بل قد يكون ناتجًا عن طبيعة الإنسان المتغيرة وتأثره بعوامل مختلفة.

يظهر التناقض في الشخصية عندما تتصادم المشاعر مع القيم، أو الرغبات مع الواجبات، كأن يكون الإنسان طيّب القلب لكنه سريع الغضب، أو صريحًا في مواقف ومتحفظًا في أخرى. وقد يرجع ذلك إلى ضغوط الحياة، أو التربية، أو الرغبة في التكيّف مع الآخرين.

من جهةٍ أخرى، هناك من يرى أن التناقض جزء طبيعي من التوازن النفسي، لأن الإنسان ليس قالبًا ثابتًا، بل كائن متطور تتنازعه مشاعر وقرارات مختلفة حسب الزمان والمكان. بينما يرى آخرون أن التناقض الدائم قد يشير إلى اضطراب في الهوية أو ضعف في الثقة بالنفس.

إنّ فهم الإنسان لتناقضاته هو الخطوة الأولى نحو تحقيق الانسجام الداخلي، فكلما تعرّف الشخص على نقاط تعارضه الداخلي، أصبح أكثر وعيًا بذاته، وأكثر قدرة على التحكم في سلوكه واتخاذ قرارات متزنة.


يبقى التناقض في الشخصية ظاهرة بشرية طبيعية، تتطلب من الفرد وعيًا ذاتيًا عميقًا وفهمًا لمشاعره وقيمه، حتى يتمكن من العيش بتوازن بين ما يشعر به وما يعبر عنه، وبين ما يريد وما يجب عليه فعله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.