حوّلت كاتبة الدولة اجتماعاً برلمانياً إلى مأدبة فاخرة تثير الجدل
في مشهد غير مألوف داخل المؤسسة التشريعية، حوّلت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، اجتماع لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب إلى مأدبة فاخرة جمعت بين المذاق المغربي والأوروبي، في وقت كان مخصصاً أصلاً لمناقشة الميزانية القطاعية لوزارة الفلاحة والصيد البحري برسم سنة 2026.
وكشف موقع مغرب أنتلجنس أن الدريوش أمرت بإعداد قائمة طعام راقية داخل البرلمان لفائدة أعضاء اللجنة ومساعديهم، تجاوز عددهم المائة، تضم بسطيلات بالدجاج والمأكولات البحرية، وكيش لورين وكيش بالسلمون والسبانخ، إلى جانب سلطات موسمية متنوعة. أمّا الطبق الرئيسي، فتنوع بين طاجين الجَارّو بالبرقوق والمشمش، وطاجين العجل بالفطر، أو طاجين اللحم بالقوق والبازلاء، فيما اختُتمت المأدبة بتحلية من تارت الليمون والفاكهة الحمراء والتفاح المكرمل.
وأفادت المصادر ذاتها أن الكاتبة تفوّقت في كرمها على زميلها الوزير أحمد البواري، الذي قدّم في مناسبة مماثلة وجبات مغربية بسيطة، اقتصرت على طاجين الدجاج وبعض الوجبات السريعة.
وأثار هذا الحدث ردود فعل متباينة في أروقة البرلمان، حيث اعتبر بعض النواب الخطوة تعبيراً عن حسن الاستقبال واللباقة السياسية، في حين وصفها آخرون بـ«البذخ غير المبرّر»، خاصة في ظل دعوات الحكومة إلى ترشيد النفقات العمومية والتقشف المالي.
ويُعيد هذا الجدل النقاش حول مدى انسجام الخطاب الحكومي حول التقشف مع الممارسات اليومية داخل المؤسسات الرسمية، وضرورة ترسيخ ثقافة القدوة في التدبير العمومي.