أبوه: قرار مجلس الأمن يكرّس سيادة المغرب على الصحراء

مجلة أصوات

أكد الدبلوماسي والسفير المغربي السابق، مصطفى أبوه، أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن الدولي بشأن الصحراء المغربية يشكل تحولاً تاريخياً يكرس سيادة المغرب بصفة نهائية على أقاليمه الجنوبية، ويقطع مع كل المراحل السابقة التي عرفها الملف.

 

وخلال ندوة وطنية نظمها حزب التجمع الوطني للأحرار بالرباط حول القرار الأممي، اليوم الأربعاء بمقر الحزب بالرباط، أوضح أبوه أن الملك الراحل الحسن الثاني كان قد صرح عقب المسيرة الخضراء قائلاً: “حررنا الصحراء لكن لم نحصل بعد على شهادة الملكية”، مضيفاً أن الملك محمد السادس اليوم حصل على هذه الشهادة بفضل حكمته وبعد نظره الدبلوماسي.

وشدد المتحدث على أن القرار الأممي الجديد “واضح وحاسم”، وأن من يعتبره يتضمن ثغرات “إنما يرضي نفسه فقط”، مبرزاً أن مفهوم تقرير المصير كما تراه بعض الأطراف تم تجاوزه نهائياً، وأن الحكم الذاتي هو الشكل الواقعي لتقرير المصير. وأضاف أن المبعوث الأممي لم يشر في أي فقرة إلى تنظيم استفتاء، ما يؤكد نهاية هذا الخيار.

 

ووصف أبوه القرار بـ“العظيم”، معتبراً أنه يمثل سلاحاً دبلوماسياً جديداً للمغرب في مواجهة خصوم وحدته الترابية، مشيراً إلى أن وجود ما يسمى بـ“البوليساريو” داخل الاتحاد الإفريقي أصبح غير ذي شرعية، لأن الأمم المتحدة لا تعترف بإمكانية خلق كيان من هذا النوع.

 

وأضاف أن القرار سيفتح الباب أمام مصالحة واسعة، مشيراً إلى أن بعض القيادات السابقة في الجبهة بدأت تُعبّر عن دعمها للحكم الذاتي وعودتها إلى الوطن الأم.

 

وفي حديثه عن الرؤية الملكية لقضية الصحراء، أبرز أبوه أن المقاربة التي تبناها جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش سنة 1999 كانت شمولية وإنسانية وتنموية، حيث ركز على النهوض بالأقاليم الجنوبية من خلال مشاريع كبرى وبنيات تحتية متطورة، ما جعلها اليوم نموذجاً تنموياً يُقنع العالم بعدالة القضية المغربية.

 

وأشار إلى أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي كانت “انتصاراً كبيراً”، قائلاً إن جلالة الملك “أعاد البلاد إلى موقعها الطبيعي بقوة وذكاء استراتيجي، دون الالتفات إلى التفاصيل الشكلية، لأن الجلوس إلى جانب البوليساريو لا يعني الاعتراف بها، بل هو جزء من معركة دبلوماسية ناجحة”.

 

ولفت أبوه إلى أن الخطاب المعادي للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي تراجع بشكل شبه كامل، مضيفاً أنه عايش شخصياً تحولاً في مواقف دول كانت معادية للوحدة الترابية، مثل أنغولا ونيجيريا، التي باتت اليوم تدعم مقترح الحكم الذاتي.

 

وأكد الدبلوماسي السابق أن تقرير المصير في المفهوم الحديث لا يعني تقسيم الدول أو إنشاء كيانات جديدة، مضيفاً أن المغرب يمد يده دائماً إلى الجزائر بروح الأخوة وحسن الجوار، مستشهداً بقول جلالة الملك في خطابه: “الدار داركم”.

 

وختم أبوه بالتأكيد على أن الشعب المغربي “من حقه أن يفتخر بهذا الانتصار”، قائلاً:“لقد طوينا الملف من الناحية السيادية، وما تبقى مجرد إجراءات تقنية وزمنية. المغرب في صحرائه، مسلح بحقه التاريخي والسيادي، ولن يتنازل عن ذلك أبداً.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.