مأساة بإسبانيا.. مقتل مغربية على يد شريكها السابق

هزت جريمة قتل مأساوية مدينة موغير (Moguer) الإسبانية بعد العثور على جثة سيدة مغربية تُدعى زهراء، تبلغ من العمر 47 عامًا، قُتلت طعنا بسكين على يد شريكها السابق داخل المزرعة التي كانت تعمل وتقطن بها في إقليم هويلفا جنوب البلاد.

وأكدت السلطات الإسبانية أن الضحية هي المرأة رقم 34 التي تُقتل بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي في إسبانيا خلال سنة 2025، والضحية رقم 11 في جهة الأندلس.

وفق وسائل إعلام محلية، تم اكتشاف الجثة الأحد الماضي داخل مزرعة “مازانتين”، حيث كانت الضحية تشتغل منذ سنوات. وأظهرت التحقيقات الأولية أن الجريمة ارتكبها رجل بوركينابي يبلغ من العمر 56 عامًا، وهو الشريك السابق للضحية، الذي أُلقي القبض عليه بعد ساعات من الجريمة من طرف عناصر الحرس المدني الإسباني.

وكشفت مصادر أمنية أن ابنة الضحية البالغة من العمر 23 عامًا كانت أول من عثر على جثة والدتها قبل أن تُبلغ السلطات، مشيرة إلى أن القاتل هددها مؤخرًا بعدما علم بنيتها الزواج من رجل آخر.

أعلنت سلطات موغير حدادًا عامًا ونظمت وقفة صمت جماعية ترحمًا على روح زهراء، شارك فيها سكان البلدة ومسؤولوها. وقال رئيس بلدية موغير، غوستافو كوييار: “اليوم تلقّت موغير ضربة قاسية بجريمة وحشية هزت وجدان الجميع”.

وأكد أن زهراء عاشت في البلدة منذ نحو 17 عامًا، وكانت امرأة عاملة ومندمجة في المجتمع المحلي، مشددًا على أن “العنف ضد النساء لا يعرف دينًا ولا جنسية ولا لونًا”.

وأفادت السلطات بأن الضحية لم تتقدم سابقًا بأي شكاوى عن العنف أو التهديد، ولم تكن مسجلة ضمن نظام المراقبة الإسباني لضحايا العنف الأسري (Viogén). وقالت ممثلة الحكومة في هويلفا، ماريا خوسيه ريكو: “نعيش لحظة حزينة للغاية، وعلينا أن نتوحد جميعًا لمواجهة هذا العنف الذي يدمر الأسر ويقتل النساء يوميًا”.

وتكفلت شركة “مازانتين” التي كانت تعمل بها الضحية بكافة مصاريف نقل الجثمان إلى المغرب، في بادرة إنسانية لاقت ترحيبًا واسعًا من الجالية المغربية في هويلفا.

زهراء، التي وصلت إلى إسبانيا سنة 2009، كانت مثالًا للمرأة المكافحة والمخلصة في عملها، وفق شهادات زملائها، الذين وصفوها بأنها “امرأة طيبة وكريمة ومتفانية في تربية ابنتها الوحيدة”.

تُظهر الإحصائيات الرسمية أن أكثر من 1.300 امرأة قُتلن في إسبانيا منذ 2003 بسبب العنف القائم على النوع الاجتماعي، من بينهن 13 ضحية من جنسيات أجنبية خلال 2025، ضمنهن زهراء المغربية.