ارتفاع ملحوظ في تدفق المهاجرين إلى سبتة المحتلة رغم تراجع الهجرة في إسبانيا

مجلة اصوات

كشفت معطيات رسمية صادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية أن مدينة سبتة المحتلة سجلت وصول 330 مهاجرا غير نظامي خلال الفترة الممتدة من 30 شتنبر إلى 31 أكتوبر 2025، في ارتفاع لافت يعكس تزايد الضغط الهجروي على الثغر المحتل رغم تراجع الأرقام على المستوى الوطني.

ووفق الإحصائيات التي نشرتها صحيفة El Pueblo de Ceuta، بلغ العدد الإجمالي للمهاجرين الذين تمكنوا من دخول المدينة منذ بداية السنة 2.994 شخصاً، مقابل 2.237 شخصاً خلال الفترة نفسها من سنة 2024، أي بزيادة قدرها 797 مهاجراً، تعادل نسبة ارتفاع تبلغ 33.8%.

في المقابل، تشير المعطيات إلى أن إسبانيا سجلت على الصعيد الوطني تراجعاً عاماً في عدد المهاجرين الوافدين عبر مختلف السواحل، حيث تم تسجيل 16.900 مهاجر أقل مقارنة بالعام الماضي، ما يجعل سبتة ومليلية استثناءً من الاتجاه العام نحو الانخفاض.

 

الداخلية الإسبانية تقلل من أرقام “الهجرة البحرية”

وأوضحت وزارة الداخلية الإسبانية أن الإحصاءات المتعلقة بالهجرة البحرية شهدت انخفاضاً واضحاً منذ شتنبر الماضي، إذ تم تسجيل ست حالات فقط في نهاية ذلك الشهر، وأربع حالات إضافية في أكتوبر، مشيرة إلى أن الأرقام النهائية تشمل فقط الحالات التي جرى فيها العثور على المهاجرين أو القوارب في عرض البحر.

وترجّح مصادر أن جزءا مهما من هذه الحالات يتعلق بمحاولات عبور تمت سباحةً من شواطئ الفنيدق وبليونش نحو سبتة، أو عبر المعابر البرية التي تشهد بين الحين والآخر محاولات تسلل جماعي.

ورغم استمرار التنسيق الأمني بين المغرب وإسبانيا في تدبير الحدود المشتركة، تكشف الأرقام الجديدة عن عودة تدريجية لمحاولات العبور الفردية والجماعية بعد فترة من الانخفاض خلال صيف 2025.

وتزامن هذا الارتفاع مع تحسن الأحوال الجوية في أكتوبر، ما سهّل عمليات العبور ليلاً، خاصة في ظل استغلال شبكات تهريب البشر للوضع عبر تنظيم رحلات مصغّرة بالقوارب المطاطية انطلاقاً من سواحل الشمال المغربي.

في المقابل، أكدت السلطات الإسبانية أن الإجراءات الأمنية الجديدة بمعبر تراخال (Tarajal)، والتي شملت توسيع نقاط المراقبة واستعمال الكاميرات الحرارية، ساهمت في الحد من بعض المحاولات، لكنها لم توقفها تماماً.

وعلى عكس التراجع المسجّل في عدد الوافدين عبر جزر الكناري والسواحل الأندلسية، تسجل سبتة المحتلة منحنى تصاعدياً في محاولات الهجرة، مما يعكس استمرارها كـنقطة ساخنة على خريطة الهجرة غير النظامية بين المغرب وإسبانيا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.