يشهد المغرب حراكًا استثماريًا غير مسبوق مع اقتراب موعد تنظيم كأس العالم 2030، حيث تحولت المملكة إلى وجهة مفضلة لكبريات الشركات الخليجية التي تتسابق للفوز بحصص من المشاريع الفندقية والعقارية المدرجة ضمن الاستعدادات للحدث الكروي العالمي.
وأكدت مصادر اقتصادية أن مجموعات إماراتية وقطرية وسعودية دخلت في مشاورات متقدمة مع شركاء مغاربة، لإنجاز مشاريع ضخمة في مدن مراكش وطنجة وأكادير والدار البيضاء، تشمل بناء منتجعات سياحية فاخرة وفنادق من فئة خمس نجوم، إلى جانب تهيئة المرافق السياحية والخدماتية المرتبطة بالمونديال.
ومن بين أبرز الأسماء الخليجية المشاركة في هذا السباق، شركات قطرية راكمت خبرة في تنظيم كأس العالم 2022، مثل “كتارا للضيافة” و**“الديار القطرية”، إلى جانب مجموعات سعودية بارزة في قطاعات السياحة والترفيه، وشركات إماراتية كبرى مثل “إعمار” و“ماجد الفطيم”** و**“ميراس”**، التي تخطط لدخول السوق المغربي عبر شراكات طويلة الأمد تجمع بين الاستثمار العقاري والفندقي الفاخر.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن حجم الاستثمارات الخليجية المنتظرة في القطاع السياحي المغربي قد يتجاوز 8 مليارات دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، في إطار خطة وطنية تهدف إلى رفع الطاقة الإيوائية إلى 1.5 مليون غرفة فندقية بحلول عام 2030.
ويرى خبراء أن هذا الحراك الاستثماري يمثل فرصة تاريخية للمغرب لتعزيز مكانته كمركز سياحي عالمي يجمع بين الفخامة والاستدامة، مؤكدين أن نجاح هذه الطفرة يتطلب رؤية استراتيجية متكاملة تضمن التوزيع العادل للمشاريع على مختلف الجهات، وتحافظ على المصالح الوطنية لما بعد المونديال.