سلا تغلي.. سائقو الطاكسيات يواجهون “إهمال العمدة”

تشهد مدينة سلا حالة غليان غير مسبوقة في صفوف مهنيي سيارات الأجرة بصنفيها الكبير والصغير، بعد تفاقم معاناتهم اليومية نتيجة غياب محطات منظمة وتردي البنيات التحتية الخاصة بقطاع النقل الحضري. ويقول المهنيون إنهم “تُركوا لمصيرهم” وسط فوضى مرورية خانقة، دون أي تدخل من جماعة المدينة أو تجاوب مع مطالبهم المستمرة منذ سنوات.

فالمدينة التي تُعتبر ثاني أكبر حاضرة في الجهة بعد الرباط، تعاني – بحسب المهنيين – من “شلل تنظيمي” جعل سيارات الأجرة تتجول بلا وجهة واضحة، وتتعرض لمضايقات مستمرة من السلطات بسبب غياب أماكن مخصصة للتوقف. ويؤكد السائقون أن المجلس الجماعي بقيادة العمدة “تجاهل كل النداءات والملتمسات”، رغم أن المهنيين يؤدون بانتظام الضرائب والرسوم الجماعية المفروضة عليهم.

ويقول أحد ممثلي المهنيين بنبرة احتجاجية: “لا يُعقل أن تبقى مدينة في حجم سلا بدون محطات طاكسي منظمة، نحن نعمل في ظروف مهينة، والجماعة غائبة تماماً عن الواقع”.

هذا الوضع المتأزم دفع مهنيي الطاكسيات إلى إعلان وقفة احتجاجية أمام مقر الجماعة خلال الأيام المقبلة، احتجاجاً على ما وصفوه بـ“سياسة الإقصاء والتهميش”، مؤكدين أن تحركهم سيكون “رسالة أخيرة قبل التصعيد”.

ويرى متتبعون للشأن المحلي أن ما يحدث في سلا يعكس فشل المجلس الجماعي في تدبير قطاع حيوي يمس الحياة اليومية لآلاف المواطنين، كما يبرز غياب رؤية واضحة للنقل الحضري في مدينة تعرف توسعاً عمرانياً سريعاً وتزايداً سكانياً مضطرداً.

أما المهنيون فيؤكدون أن مشكلتهم ليست مع السلطة بقدر ما هي مع “اللامبالاة الإدارية” التي جعلت القطاع يعيش على وقع فوضى مزمنة، في غياب محطات، ومرافق، وحتى أدنى شروط الكرامة المهنية.
ويحذر بعضهم من أن تجاهل مطالبهم قد يؤدي إلى “شلل كلي في حركة النقل” داخل المدينة إن لم يتم فتح باب الحوار مع النقابات وتمكين السائقين من بنية عمل تليق بمكانة المدينة وساكنتها.

هكذا، تتحول أزمة الطاكسيات في سلا إلى مرآة تعكس واقع التفاوت بين الخطاب الرسمي حول “التنمية المحلية” وبين ما يعيشه المواطنون والمهنيون على الأرض، في مدينة تُعاني من سوء التدبير أكثر مما تعاني من قلة الإمكانات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.