في خطوة تؤكد مكانة المغرب الإقليمية والدولية، أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025، عن إشادة بلاده بموقف المغرب الثابت والمتوازن بشأن قضية الصحراء المغربية. وجاء ذلك خلال لقاء جمعه بنظيره المغربي ناصر بوريطة في موسكو، حيث تم التأكيد على ضرورة الحل السياسي القائم على الحوار والتفاوض بين جميع الأطراف المعنية.
لافروف وصف موقف المغرب بأنه نموذج للتوازن والدبلوماسية البناءة، مؤكدًا دعم روسيا الكامل لسيادة المملكة على صحرائها، ومشددًا على أهمية الحل السلمي للنزاع ضمن إطار قانوني وسياسي يحفظ حقوق جميع الأطراف. هذا التصريح يعكس توجّه روسيا نحو تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع المغرب، ويؤكد على الالتزام الدولي بمبادئ السيادة وحل النزاعات بالحوار.
من جانبه، أعرب ناصر بوريطة عن انفتاح المغرب على جميع المبادرات الهادفة إلى تحقيق تسوية سلمية ودائمة، مؤكدًا أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تبقى الإطار الأمثل لإنهاء هذا النزاع. وأكد الوزير المغربي أن المغرب يسعى دائمًا إلى الحلول التي تضمن الاستقرار الإقليمي وتعزز التنمية الشاملة في المنطقة.
ويأتي هذا اللقاء في وقت حساس، مع استعداد المملكة المغربية للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، التي تعتبر نقطة تحول تاريخية في استرجاع الصحراء المغربية وتعزيز سيادتها الوطنية. ويعكس التعاون مع روسيا في هذه المرحلة التزام المغرب بتوسيع شراكاته الاستراتيجية مع القوى الدولية الكبرى لتعزيز مكانته الدبلوماسية، إلى جانب تعزيز التنمية الاقتصادية والأمنية في المنطقة.
المحللون السياسيون يرون أن إشادة روسيا بموقف المغرب تمثل دعمًا دوليًا إضافيًا يعزز جهود المملكة على الصعيد الدبلوماسي، ويساهم في تعزيز مصداقيتها أمام المجتمع الدولي. كما يشير اللقاء إلى آفاق التعاون الثنائي في مجالات متعددة تشمل الاقتصاد والطاقة والبنية التحتية، إلى جانب التنسيق في الملفات الإقليمية والدولية.
في ضوء هذه التطورات، يظل المغرب ملتزمًا بمبادئ الحل السلمي والنقاش البنّاء، مع العمل على تعزيز شراكاته الدولية بما يخدم مصالحه الوطنية ويضمن استقرار المنطقة. ويبدو أن هذا اللقاء بين المغرب وروسيا يفتح صفحة جديدة من التعاون السياسي والاقتصادي، ويؤكد على قدرة المغرب على لعب دور محوري في مسار التسوية السلمية لقضية الصحراء المغربية.