مجلة أصوات
احتضنت مدينة الداخلة فعاليات الدورة الخامسة لمنتدى الجمعيات الإفريقية للذكاء الاقتصادي، المنعقد تحت شعار: “الذكاء الاقتصادي والإقلاع الإفريقي المشترك، أية أدوار لأفارقة العالم؟”، في مناسبة تجمع خبراء اقتصاديين، أكاديميين، وممثلي الجاليات الإفريقية بالخارج لمناقشة سبل تعزيز التنمية الاقتصادية بالقارة. ويُعد المنتدى منصة استراتيجية تهدف إلى توظيف خبرات الجاليات الإفريقية في الخارج لدعم الذكاء الاقتصادي للقارة، وتحفيز التعاون بين الدول لتحقيق إقلاع اقتصادي مشترك ومستدام.
ويعكس هذا الحدث أهمية الذكاء الاقتصادي كأداة للتنمية، من خلال ربط المهارات والكفاءات الإفريقية بالخارج بالحاجيات الاقتصادية داخل القارة. ويركز المنتدى على تعزيز الابتكار والتنافسية، وتحفيز التعاون بين الدول الإفريقية، مستفيداً من شبكات الجاليات المنتشرة عالمياً، بما يسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة. وقد مثل المنتدى فرصة لإبراز دور الجاليات في دعم المشاريع الاقتصادية، وتقديم خبراتهم وتجاربهم في ميادين الابتكار، والتجارة، والمالية، والتكنولوجيا.
كما اعتمد المنتدى على مقاربة علمية وأكاديمية لدراسة العلاقات بين الاقتصاد الإفريقي والجاليات في المهجر، مع التركيز على السياسات العمومية الملائمة والاستراتيجيات الدولية التي من شأنها تعزيز مساهمة هذه الجاليات في التنمية الاقتصادية للقارة. وناقش المشاركون كذلك التجارب الناجحة في ربط الموارد المالية والمهارات التقنية والاستثمارات بالاحتياجات الاقتصادية الإفريقية، بهدف ترسيخ مفهوم التكامل الاقتصادي وتعزيز القدرة التنافسية للقارة على الساحة الدولية.
وتطرق المنتدى إلى أدوار الجاليات في تعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وسبل استثمار الموارد البشرية والمادية في مشاريع استراتيجية، بالإضافة إلى كيفية دمج هذه الجهود مع السياسات العمومية لدعم التنمية المستدامة. وشدد المشاركون على أهمية بناء جسور بين التجربة الإفريقية المحلية والخبرات العالمية، بما يسهم في تحقيق نهضة اقتصادية حقيقية ومستدامة.
ويعد المنتدى أيضاً فرصة للتواصل المباشر بين صناع القرار، والخبراء الاقتصاديين، ورواد الأعمال من مختلف الدول الإفريقية، لتبادل الخبرات، ومناقشة المشاريع المشتركة، وتقديم توصيات عملية لتقوية سياسات الذكاء الاقتصادي على المستويين الوطني والإقليمي. ويعكس انعقاد المنتدى في الداخلة اهتمام المغرب بتعزيز موقعه كبوابة للتعاون الاقتصادي في القارة، واستغلال موقعه الجغرافي لتوسيع الشبكات الاقتصادية بين إفريقيا والعالم.
وفي ختام المنتدى، أكد المشاركون على أن تعزيز الذكاء الاقتصادي الإفريقي يتطلب استمرارية التعاون بين الدول والجاليات في الخارج، وتطوير استراتيجيات واضحة لدعم الابتكار، وخلق فرص استثمارية مستدامة، والارتقاء بالمهارات والكفاءات الإفريقية، بما يضمن إقلاعاً اقتصادياً حقيقياً للقارة على المدى الطويل.