عسالي احمد
كفى من التحايل ومراوغة المقاولات الإعلامية! هناك ما هو غير عادي، هناك تحايل على الإعلام والإعلاميين، على الصحافة والصحفيين، وهناك صفقات مشبوهة وغير قانونية وغير مشروعة. بل هناك أكثر من ذلك وأمور أخرى لها صلة بالمقاولة الصحفية لا يريد أحد تقريرها أو الإقرار بضرورة دعم المقاولات الصحفية والإعلامية.
ومع مرور الأيام والشهور والسنوات، يبقى الدعم المقدم سابقًا مجرد فتات وبقايا لا تُحتمل كمقاولات ذات مسؤوليات إعلامية واجتماعية وثقافية. لنتصور أن كل المقاولات الإعلامية القانونية توصلت بالدعم الضروري، كيف سيكون الحضور الإعلامي في ظل فتات الوزيعة المالية الضخمة لشركات معينة والكذب بالفتات على مقاولات يعمل معها مراسلون ومصورون وتقنيون وصحفيات وصحفيون؟ ما قيمة هذا الدعم؟ إنه يسخر من المثقفين والإعلاميين وأصحاب المهنة، ويبقي تصور مجتمع الإعلام في مهب الريح.
كيف ستتطور المقاولات الإعلامية، وكيف ستتحسن الأحوال المادية والاجتماعية لكل الصحفيات والصحفيين؟ وكيف سيتحول العمل الإعلامي إلى صناعة إعلامية مغربية حقيقية تخدم المجتمع المغربي، في عالم طغت فيه المعلومة والعمل الإعلامي الإلكتروني مع الذكاء الاصطناعي الإعلامي؟
لابد أن نحاسب المسؤولين عن هذا الواقع، خصوصًا الوزير المعني بحق المجتمع المغربي في الإعلام، وحق المواطن المغربي في الوصول إلى المعلومة. هل سهر على تنزيل هذا الحق، بينما غالبًا ما تشدق بالثقافة والصناعة الثقافية، وحقوق الشباب في الإنترنت، وحق المواطن في الحصول على المعلومة؟
هناك تمييز كبير وحرمان غير مقبول وغير قانوني لعدد كبير من المقاولات الإعلامية من الحصول على الدعم المالي الموعود، دون وفاء بالوعود. يتضح أن بعض المسؤولين، سواء في البرلمان أو كوزراء لهم علاقة مباشرة أو غير مباشرة بشركات ومقاولات إعلامية، يسعون فقط لخدمة مصالحهم الشخصية.
زمن الفساد ولى؛ وزمن التعذر بالمزانية ليس برهانا كافيا ولا منطقيا. الفساد في الثقافة والإعلام هو الأكثر خطورة على مجتمع الإعلام والمعرفة، ويهدد مستقبل الإعلام المغربي برمته.