أصوات-الرباط
أعلنت “الصين” دخولها رسميا مجال سباق الإنترنت الفضائي العالمي. مع إطلاق مشروعها الطموح “قوو وانغ” (Guo Wang).
مشروع يعتبر خطوة استراتيجية تحمل أبعادا جيوسياسية واقتصادية عميقة. حيث يتضمن خطة لإطلاق حوالي 13 ألف قمر اصطناعي إلى المدار الأرضي المنخفض (LEO). وهو ما يمثل ردا مباشرا وتحديا لسيطرة شبكة “ستارلينك” الأمريكية التابعة لشركة “سبيس إكس” على المجال.
أهداف المشروع الصينية :
لا يمكن النظر إلى المشروع الصيني “قوو وانغ” من بوابة كونه مجرد منافسة تجارية. بل من زاوية اعتباره مشروعا سياديا تديره شركة مملوكة للدولة. أي أنه يستفيد من دعم حكومي لامحدود وهو ما يسرع وثيرة تنزيله على ارض التنفيذ.
ويهدف المشروع لتحقيق السيادة السيبرانية، بعد أن أظهرت الأزمات العالمية، ضمنها الحرب في أوكرانيا. الحاجة الملحة لاتصالات مستقلة لا تخضع لسيطرة جهات أجنبية. ضمانا لاستقلالية “الصين” التكنولوجية والأمنية. معتبرة إياه درعا رقميا حاميا لبنيتها التحتية الحيوية.
كما تسعى “الصين” من خلال المشروع إلى تعزيز “طريق الحرير الرقمي”. وذلك سعيا من “بكين” لدمج شبكتها الفضائية الجديدة ضمن مبادرة “الحزام والطريق” الرقمية. بهدف تقديم خدمات اتصال متكاملة للدول الحليفة في آسيا وأفريقيا. وهو ما سيعزز النفوذ الصيني ويخلق نظاما عالميا رقميا موازيا للنظام الغربي.
وسيمكن “فوو وانغ” أيضا من توفير تغطية عالمية شاملة، عبر توفير خدمة “إنترنت” فضائي عالية السرعة للمناطق النائية والأقل حظا في العالم. وهو ما سيفتح أسواقا جديدة. ويساهم بالتالي في سد الفجوة الرقمية، على غرار الأهداف المعلنة لـ”ستارلينك”.
التحديات التقنية والمخاطر المدارية:
على الرغم من الدعم الحكومي الهائل، يواجه مشروع “قوو وانغ” تحديات فنية كبيرة. ضمنها الفجوة في سرعة إطلاق الأقمار الاصطناعية بين الصين و”سبيس إكس” والتي لا تزال كبيرة. حيث يمتلك “ستارلينك” آلاف الأقمار العاملة بالفعل. فيما المشروع الصيني لا يزال في مراحله الأولى.
علاوة على ذلك، يُثير دخول لاعب جديد بهذا الحجم إلى المدار الأرضي المنخفض مخاوف بيئية. فالاكتظاظ المداري يرفع احتمالية التصادم بين الأقمار ويزيد من كمية الحطام الفضائي. وهو ما يشكل تهديدا لعمليات الأقمار الاصطناعية المستقبلية.
انتقال صراع القوى من الأرض إلى الفضاء:
يحول مشروع “قوو وانغ”، في جوهره، الفضاء لساحة للصراع الجيوسياسي. وتحديد موازين القوى الدولية. حيث تسعى “الصين” من خلاله إلى كسر احتكار الغرب للبيانات والاتصالات العالمية. وتقديم نموذج بديل متعدد الأقطاب، يعيد توزيع السلطة والنفوذ في العصر الرقمي. المعاصر.