أصوات-الرباط
حذر عدد من الخبراء والأطباء من تفشي استخدام السجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين، محذرين من مخاطر صحية جمة قد تؤدي إلى مشاكل لا يمكن معالجتها على المدى الطويل. جاء ذلك خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، حيث أبدى الأطباء قلقهم العميق إزاء التأثيرات السلبية لهذه الظاهرة على مستقبل الصحة العامة للفئات العمرية الصغيرة.
وأكدت البروفسورة مايا ليزا لوشن، أخصائية أمراض القلب في مستشفى جامعة شمال النرويج، أن التدخين الإلكتروني يُهدد بتدمير أدمغة القُصَّر وقلوبهم، مع تحذير من احتمالية أن يُسبب ضرراً لا رجعة فيه مع استمرار الاستخدام. وأشارت إلى أن المستويات العالية من النيكوتين في منتجات التبخير تزيد من احتمالات الإدمان، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين.
وفي تغطيتها لأحدث الدراسات، لفتت لوشن الانتباه إلى أن التدخين الإلكتروني يُضاعف من احتمالات الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تقارب 32 في المائة، فضلاً عن إطلاق مواد مسرطنة مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد عند تسخين السوائل، مما يعرض الأوعية الدموية للضرر ويسهم في الالتهابات والأمراض القلبية.
من جانبها، أشارت الدكتورة سوزانا برايس، استشارية أمراض القلب في لندن، إلى أن الأبحاث المستقبلية ستوضح مدى تأثير هذه العادة على صحة القلب، خاصة أنها لا تزال قيد الدراسة ولم تظهر بعد نتائج طويلة الأمد. أما الدكتورة شارمين غريفيث، رئيسة مؤسسة القلب البريطانية، فحذرت من أن التدخين الإلكتروني ليس آمناً، ويجب أن تتخذ الحكومات إجراءات صارمة للحد من انتشاره بين فئة الأطفال والشباب.
وفي سياق متصل، كشفت دراسات حديثة أن التدخين الإلكتروني يضاعف احتمالية اعتماد الأطفال على التدخين التقليدي مستقبلًا، كما أنه مرتبط بعدد من المشاكل الصحية كالربو، والالتهاب الرئوي والشُعب الهوائية، وانخفاض خصوبة الرجال، مع ارتفاع مخاطر الانخراط في المخدرات.
هذه البيانات تُسلط الضوء على ضرورة التصدي لهذه الظاهرة حفاظاً على مستقبل الأجيال القادمة، وتلافي النتائج الوخيمة التي قد تترتب على الاستخدام المستمر للسجائر الإلكترونية بين الأطفال والمراهقين.