ظاهرة انتشار الأقراص المهلوسة بين شباب المناطق الواقعة بين الرباط وسلا وبن سليمان تثير قلق المجتمع، حيث تطورت إلى ظاهرة خطيرة تهدد أمن المنطقة وسلامة الأجيال الصاعدة. الطرق المؤدية بين هذه المناطق، خاصة عبر غابة بن سليمان، أصبحت ممرًا رئيسيًا لتهريب وترويج هذه المواد، مستغلة ضعف الرقابة وتفشي البطالة والتهميش بين الشباب.
انتشار هذه الأقراص لا يقتصر على الاستهلاك فقط، بل أدى إلى انتشار سلوكيات عدائية وجرائم عنيفة، تنجم عن حالة الإدمان التي تسيطر على عقول كثير من الشباب. شباب يبحثون عن ملاذ للهروب من ضغوط الحياة اليومية، يقعون بسهولة في حبائل مافيا المهلوسات، التي تستخدم أساليب تسويقية مغرية لإغرائهم.
مردَّ أسباب هذه الظاهرة يربط بشكل مباشر بمشاكل اقتصادية واجتماعية، مع نقص في الوعي والتوعية حول مخاطر المخدرات والأقراص المهلوسة، إضافة إلى غياب البرامج الوقائية التي تستهدف حماية الشباب وتوجيههم نحو مسارات إيجابية. تزايد الطلب على هذه الأقراص أدى إلى تصاعد الجرائم التي ترتكب باسم الحاجة أو الهروب من الواقع، مما يضع المؤسسات الأمنية والصحية أمام تحديات جدية في التصدي لهذه الظاهرة.
الحلول تتطلب تعاونًا جادًا بين الجهات الأمنية والمجتمع المدني، من خلال حملات توعية وتكثيف الرقابة على المناطق المشبوهة، إلى جانب برامج دعم نفسي واجتماعي للشباب المعرضين للخطر، بهدف التصدي للأسباب الجذرية وتحقيق استقرار نفسي واجتماعي للأجيال القادمة.