بمناسبة اليوم الدولي للشباب تخرج إلى الواجهة قضية شائكة تمس الشباب المغربي

بمناسبة اليوم الدولي للشباب، تبرز قضية مقلقة تتعلق بالشباب المغربي، وهي ارتفاع معدلات الانتحار بينهم خلال السنوات الأخيرة، ما يفرض على جميع الفاعلين الاجتماعيين والسلطات المختصة الوقوف عند هذه الظاهرة التي تهدد أمن وسلامة فئة عمرية تمثل عماد المستقبل.

 

تشير تقارير محلية وأبحاث ميدانية إلى أن حالات الانتحار بين الشباب في المغرب في ازدياد، خاصة في الفئة العمرية من 15 إلى 29 سنة، وهي فئة عمرية حاسمة لأنها تعبر فترة الانتقال إلى مرحلة الاستقلال والمسؤولية الاجتماعية والمهنية.

 

كما يتعلق الأمر بمجموعة عوامل مركبة أبرزها الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الشباب، خاصة ارتفاع نسب البطالة التي تجاوزت المعدلات الوطنية في بعض المناطق، مما يولد حالة من الإحباط والعزلة النفسية.

 

كما أن ضعف الدعم النفسي والعلاج المجاني، إلى جانب غياب برامج توعية فعالة حول الصحة النفسية، يزيدان من تفاقم الأزمة.

 

وفي هذا الإطار، يؤكد مختصون أن وصمة العار المرتبطة بالحديث عن الأمراض النفسية والاضطرابات لم تساعد في بناء بيئة داعمة تتيح للشباب طلب المساعدة بسهولة وبدون خوف من الحكم أو التنمر.

 

التكنولوجيا بين سلب وإيجاب

لا يمكن إغفال الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في حياة الشباب، حيث يخرج بعضها عن السيطرة ليصبح منصة لنشر محتويات تؤثر سلباً على الصحة النفسية، مثل التنمر الإلكتروني، وقصص الانتحار، أو حتى الضغط الاجتماعي الناتج عن المقارنات المستمرة.

 

دعوة إلى تحرك جماعي

في ظل هذه المؤشرات، يتجه العديد من الخبراء إلى الحاجة الماسة لإطلاق حملات توعية وطنية مكثفة تهدف إلى كسر حاجز الصمت والحديث بصراحة عن مشاكل الشباب النفسية والاجتماعية.

 

من جانبها، تؤكد جمعيات ومنظمات المجتمع المدني أن إنشاء مراكز متخصصة في الدعم النفسي والاستشارات مجاناً في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية، يعتبر من الحلول الفعالة لكبح ارتفاع الانتحار.

 

كما تحث على ضرورة تكثيف التعاون بين الجهات الحكومية، والمجتمع المدني، ووسائل الإعلام، للعمل على إطار وطني شامل يتعامل مع هذه الظاهرة بجدية ومسؤولية.

*

الانتحار ليس خياراً بل صرخة موجهة من شباب يعانون في صمت. اليوم الدولي للشباب يجب أن يكون فرصة لتجديد الالتزام بدعمهم نفسياً واجتماعياً، لنعمل جميعاً على حماية مستقبلهم، وضمان حياة كريمة يخلو فيها حلم الشباب من الألم واليأس.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.