المطورات السريعة.. بين متعة المراهقين ومأساة الأسر . لعبة قاتلة ببطء!

مجلة اصوات

أصبح من الشائع في الآونة الأخيرة رؤية الأطفال والمراهقين يتنقلون عبر الشوارع على متن “المطورات” (الدراجات النارية الصغيرة أو الكبيرة)، في استعراضات بهلوانية وسرعة جنونية، غير مدركين أن ما يبدو متعة ولحظة إثارة، قد يكون بداية لنهاية مأساوية. 

شراء مطور بسرعات عالية، دون رخصة أو دراية بقوانين السير، ودون خوذة أو وسائل حماية، يُعتبر مخاطرة حقيقية. البعض يرى فيه وسيلة للتباهي أو الشعور بالقوة، لكنه في الواقع “قنبلة موقوتة” تسير وسط الناس، تهدد راكبها والمارة على حد سواء. 

 

كم من أسرة فجعت في فلذة كبدها بسبب حادث سير ناتج عن تهور “مطور”، وكم من شاب وجد نفسه عاجزًا أو خلف القضبان بسبب لحظة تهور على عجلات السرعة.

 

فالطريق ليس مسرحًا، والمطور ليس لعبة، بل وسيلة تتطلب وعيا، مسؤولية، واحترامً للنفس وللآخرين.

 

فهل يستحق لحظة بهلوانية ,حياة بأكملها؟

 

العديد من المراهقين، يُعتبر امتلاك “مطور” وسيلة للتعبير عن الذات، ووسيلة للشعور بالقوة والحرية. لكن في ظل غياب التوعية والمراقبة، تتحوّل هذه الوسيلة إلى أداة للمجازفة بالحياة، سواء حياة السائق أو المارة. العديد من الحوادث المأساوية تعود لقيادة متهورة من طرف شباب قاصرين، لم يتلقوا أي تكوين أو تأهيل.

 

غياب المراقبة القانونية:

رغم وجود قوانين تحدد سن الحصول على رخصة السياقة، إلا أن الكثير من المحلات تبيع “المطورات” دون مراعاة للعمر أو شروط السلامة، كما أن غياب الحملات التحسيسية في الأحياء الشعبية يُسهم في انتشار الظاهرة دون رادع.

الأسرة في موقع المسؤولية:

لا يمكن إغفال دور الأسرة في هذا السياق، إذ إن بعض الآباء يتهاونون في مراقبة أبنائهم، بل منهم من يشتري “المطور” كهدية دون تقدير لما قد يسببه من مخاطر. غياب الحوار الأسري حول السلامة والتربية المرورية يجعل الأبناء عرضة للتأثر بالشارع و”ثقافة الاستعراض”. 

ماهي حلول ممكننة؟

من بين الخطوات الممكنة للتقليص من الظاهرة:
1/ تشديد المراقبة على بيع “المطورات”
2/فرض رخصة سياقة خاصة بالدراجات النارية الصغيرة.
3 /تنظيم حملات تحسيسية موجهة للمراهقين والأسر.

4/تعزيز دور الإعلام والمدرسة في نشر ثقافة السلامة الطرقية.

اخيرا بين التهور والإثارة، تضيع أرواح بريئة. “المطور” ليس لعبة، بل وسيلة نقل تتطلب وعيًا ومسؤولية. ولن تكون هناك تنمية أو أمان اجتماعي دون حماية الأطفال والمراهقين من حوادث قد تسرق منهم الحياة في لحظة جنون على عجلات.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.