إبداع من قلب الظلام.. حفل ختامي يسطع بمواهب المكفوفين في تمارة

مجلة أصوات

 احتضن معهد محمد السادس لتربية وتعليم المكفوفين، يوم الجمعة بتمارة، حفل اختتام المرحلة الأولى من المخيم الصيفي التربوي، في مبادرة تجسد الالتزام بالإدماج التربوي لفئة التلاميذ المكفوفين وضعاف البصر.

وتوخى هذا المخيم، الذي نظمته المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب التي تترأسها صاحبة السمو الأميرة للا لمياء الصلح، بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم، إلى توفير فضاء تربوي وترفيهي يراعي خصوصيات هذه الفئة، في إطار مقاربة تربوية إدماجية.

وعلى مدى عشرة أيام، استفاد المشاركون من برنامج متنوع شمل ورشات تربوية وترفيهية، إلى جانب زيارات ميدانية لمعالم تاريخية وسياحية وثقافية بمدينة الرباط، وذلك تحت إشراف أطر مؤهلة ومتخصصة.

وفي تصريح لمصادر صحفية، أكد مصطفى القصباوي، المسؤول الإداري عن المخيم بالمنظمة، أن هذه المبادرة تشكل صرحا تربويا تحرص المنظمة على إيلائه أهمية قصوى خدمة لهذه الفئة، مضيفا أن الحفل الختامي يعد محطة لتتويج المرحلة الأولى، وفرصة للاحتفاء بالفائزين في مختلف المسابقات التي عرفتها فترة التخييم.

وأشار السيد القصباوي إلى أن ما مجموعه 200 تلميذ وتلميذة من مختلف جهات المملكة شاركوا في هذه المرحلة من المخيم، مبرزا أن المنظمة تكفلت بكافة الجوانب الاجتماعية، من معدات وملابس واحتياجات خاصة لفائدة الأطفال المستفيدين.

من جهته، اعتبر الكاتب العام للمنظمة، صلاح الدين السمار، أن هذا الحفل يشكل مناسبة لإبراز مدى تطور مهارات وقدرات الأطفال المكفوفين وضعاف البصر خلال فترة التخييم، مشيرا إلى أن هذه التجربة مكنتهم من اكتساب معارف ومهارات جديدة.

وأضاف أن المخيم وفر فضاء ملائما للتعارف والانفتاح، ما ساهم في بناء روابط متينة بين المشاركين القادمين من مختلف ربوع المملكة، كما أتاح لهم فرصة التعبير عن ذواتهم وإبراز مواهبهم في إطار أنشطة تربوية وفنية وترفيهية، بعد موسم دراسي حافل.

وأعرب عدد من الأطفال المستفيدين عن سعادتهم بالمشاركة في هذه التجربة المميزة، التي مكنتهم من التعرف على أصدقاء جدد، وكسر رتابة الروتين الدراسي، والانخراط في ورشات غنية ومتنوعة، شملت الموسيقى والرسم والأشغال اليدوية والأنشطة الترفيهية، في بيئة محفزة ودامجة تحترم خصوصياتهم وتلبي تطلعاتهم.

وشهد الحفل الختامي تقديم فقرات فنية متنوعة، أبان فيها الأطفال المكفوفون وضعاف البصر عن مواهبهم وإبداعاتهم، من خلال لوحات فنية ووصلات من الطرب الأندلسي الأصيل، في مشهد يعكس ارتباطهم العميق بتراثهم الثقافي. كما جرى تتويج الفائزين في مختلف المسابقات التي نظمت طيلة فترة المخيم، من أجل تحفيزهم وتشجيهم على بذل المزيد من الجهد والعطاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.