في خضم الهجوم المستمر الذي تتعرض له شخصية الكوميديا المغربية سعيد الناصري من قبل قناة “شوف تيفي”، يطرح العديد من المراقبين والمتابعين سؤالا ملحا: لماذا لم يتخذ الفنان خطوات قانونية ضد هذه القناة؟ ولماذا لم تظهر النيابة العامة أي رد فعل تجاه هذه الأحداث التي تثير قلق المجتمع؟
يبدو أن الهجوم الذي تشنه قناة “شوف تيفيّ” على الناصري، أصبح موضوعا يشغل الرأي العام، خاصة بعد إطلاق فيلمه الأخير “نايضة” الذي حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، إذ تجاوزت مشاهداته على منصة يوتيوب نصف عدد سكان المغرب. في حين يعتبر النقاد أن هذا النجاح المذهل هو السبب الرئيسي وراء استهداف الناصري من قبل القناة، التي وجدت نفسها أمام فنان يتألق وينجح في وقت تخسر فيه مشاريعها الأخيرة.
وبالرغم من الاستفزازات المتكررة والاتهامات التي توجهها القناة للناصري، فقد اختار الفنان تجاهل هذه الحملات وعدم الرد عليها، وهو ما أغضب القائمين على القناة أكثر. حيث يظهر الناصري النضج والاحترافية في التعامل مع هذه الهجمات، ويرى أن الوقت ثمين جدا للانخراط في منازعات تافهة قد تؤثر على مسيرته الفنية.
حيث أن الهجمات الإعلامية يمكن أن تؤثر سلبا على سمعة أي فنان، فإن تجاهل الناصري لها أثبت أنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو تعزيز قاعدة جماهيرية أكبر. بل ووفقا للعديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحوا يدافعون عنه وينتقمون له بطريقة تعكس مدى محبتهم وتقديرهم لعمله الفني.
ومع تفاقم الوضع، بدأ الجمهور يطالب بتدخل النيابة العامة لوضع حد لهذه الهجمات المتزايدة، التي تعتبر ممارسات غير مقبولة في سياق الإعلام المهني. وفي وطن يشهد صراعا دائما بين الكلمة الحرة وحرية التعبير، من الضروري أن تتدخل السلطات لحماية الفنانين وضمان احترام حقوقهم.
وختاما، يبقى السؤال مفتوحا، هل ستحرك النيابة العامة ساكنا في مواجهة هذه التجاوزات الإعلامية، أم ستظل الأمور على ما هي عليه، مما قد يؤدي إلى مزيد من التداعيات الغير مرغوبة على الساحة الفنية في المغرب؟