انتشار الشيشة في حي الصناعي بسلا يثير القلق وسط غياب الإجراءات الوقائية

بقلم محمد عيدني

تشهد مدينة سلا، وبالأخص في حي الصناعي، ظاهرة مؤسفة تتمثل في الانتشار المتزايد لمقاهي الشيشة، التي باتت تُعدّ وجهة مفضلة للكثير من الشباب والمراهقين. هذه الظاهرة، ورغم التحذيرات المستمرة من قبل الأطباء والخبراء، تضع المجتمع أمام تحديات صحية واجتماعية تزداد تعقيدًا يومًا بعد يوم.

 

من الملاحظ أن غياب الرقابة الفعّالة من قبل السلطات المحلية ساهم في تفشي هذه الظاهرة بشكل أكبر، حيث تُفتح المقاهي وتواصل نشاطها دون أي إجراءات ردعية. وفي الوقت الذي تُبذل فيه جهود للحد من استهلاك التبغ التقليدي، يبدو أن الشيشة قد أصبحت خيارًا شائعًا مع غياب الفهم الصحيح لمخاطرها الصحية.

 

تشير الدراسات إلى أن تدخين الشيشة ينطوي على مخاطر صحية كبيرة، حيث يُسهم في تزايد حالات الأمراض التنفسية، بما في ذلك السل، الذي يُعدّ من الأمراض المعدية الخطيرة. إن الاستهلاك الجماعي للشيشة في الأجواء المغلقة يسهل انتقال العدوى، مما يستدعي الانتباه إلى هذه النقطة المهمة.

 

إضافة إلى المخاطر الصحية، يحمل انتشار الشيشة في حي الصناعي تبعات اجتماعية أكبر، حيث يُمكن أن يؤدي إلى تغييرات في السلوكيات والأنماط الحياة. العديد من الشباب الذين يستغرقون ساعات في هذه المقاهي قد يبتعدون عن الأنشطة الصحية والمفيدة، مما يُعيقهم عن تحقيق طموحاتهم.

 

إزاء هذه التحديات، يطالب العديد من الناشطين والمواطنين بزيادة الوعي حول المخاطر الصحية المرتبطة بتدخين الشيشة. من الضروري تنفيذ برامج توعوية تستهدف الشباب، تبرز المخاطر الصحية والنفسية وتسلط الضوء على أهمية اختيار أساليب حياة صحية. كما يجب على السلطات المحلية تكثيف جهودها لوضع قوانين صارمة للحد من انتشار الشيشة، بما في ذلك فرض عقوبات على المقاهي التي تتجاهل القوانين المتعلقة بالصحة العامة.

 

إن حماية صحة المجتمع ليست مسؤولية السلطات وحدها، بل تتطلب تضافر الجهود بين مختلف الفئات. يتعين على الأسر والمدارس والمجتمع المدني أن يكونوا في طليعة محاربة هذه الظاهرة. لقد حان الوقت لنضع حداً لاستهلاك الشيشة والتوجه نحو مجتمع صحي أكثر توازنًا، يخلو من المخاطر التي تهدد حياة الأفراد وأسرهم.

 

إن هذه التحديات قد تكون صعبة، ولكن بالإرادة الحقيقية والعمل الجماعي يمكننا تحقيق التغيير المطلوب. يجب أن يكون هدفنا هو بناء مجتمع واعٍ وصحي، يضمن سلامة أفراده ويحمي الأجيال القادمة من المخاطر الصحية والاجتماعية الناتجة عن هذه الظواهر السلبية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.