المغرب : بين التحديات الطبيعية والكوارث المناخية

مجلة أصوات

في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي يواجهها العالم اليوم، تزداد التحديات المرتبطة بالكوارث الطبيعية، مثل الفيضانات وحرائق الغابات والأعاصير. على الرغم من أن الزلازل والثورات البركانية لا تتأثر بشكل كبير بالاحتباس الحراري، فإن التغيرات الأخرى قد تفاجئ المجتمعات بلا سابق إنذار.

من الضروري التنبؤ بأخطار هذه الكوارث بأقصى السيناريوهات الممكنة.

قد يبدو أنه من المستحيل أن تتجاوز الأمطار في طنجة 200 ملم في اليوم أو أن درجات الحرارة في مراكش لن تنخفض تحت العشرين تحت الصفر، ومع ذلك، إن الأحداث الأخيرة أثبتت أن هذه الأفكار قد تكون خادعة. لقد شهدنا دولًا متقدمة ذات موارد ضخمة تواجه صعوبات بالغة، مثل الولايات المتحدة والصين واليابان، خلال فترات الكوارث الشديدة.

على سبيل المثال، لم يكن أحد يتوقع التحول السريع لجفاف شمال فرنسا إلى فيضانات مدمرة، في حين غرق مترو نيويورك تحت المياه، مما أدى إلى إغلاقه ووقوع العديد من الضحايا.

وعلى نفس المنوال، شهدت مدينة فالنسيا أمطارًا غير مسبوقة تسببت في حالة من الفوضى.

تعد مدينة الدار البيضاء من بين المدن التي قد تبدو مناعةً ضد الأمطار الغزيرة، لكن الطبيعة أثبتت عكس ذلك في حالات عدة. ينبغي أن تكون لدينا القدرة على توقع الأخطار، لأن التاريخ أظهر لنا أن التغيرات المناخية يمكن أن تعصف بتلك التوقعات. وفي هذا السياق، تعتبر عمليات التنظيف المنتظمة لمصارف المياه مصيرية لمنع الفيضانات في المدن، حيث أن التخطيط العمراني السليم وتجنب البناء في مسارات الأنهار يمكن أن يحمي الأرواح والممتلكات.

يتطلب الأمر جهدًا جماعيًا لزيادة الوعي بالتصرفات السليمة خلال الكوارث، مثل النزوح إلى الأماكن المرتفعة أثناء الفيضانات.

تقع المسؤولية أيضًا على عاتق الجهات المسؤولة لتوعية المواطنين وتغيير سلوكياتهم، لتمكينهم من التعرف على المخاطر الطبيعية الموجودة في بيئتهم.

عندما تواجه المجتمعات كوارث، يعد سرعة التدخل أمراً حيوياً، حيث يجب على الجهات المعنية تخطي البيروقراطية والتركيز على إنقاذ الأرواح أولاً.

إن التعلم من التجارب الأخرى والاستعداد لمواجهة الكوارث بفاعلية هي خطوات ضرورية للحفاظ على الأمان والاستقرار.

في النهاية، يجب أن نكون حذرين وواعين للمخاطر المحتملة، ونستعد للتعلم من تجارب الآخرين قبل أن نواجه الكوارث بأنفسنا، قبل أن يحل الأجل ويفوت الأوان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.