يعيش المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس على إيقاع الفوضى العارمة، والاستهتار بصحة المواطنين، حيث يعاني المرضى من سوء الخدمات المقدمة من هذه المؤسسات الصحية، في غياب تام لوزارة الصحة وللمجالس الإدارية للمؤسسات الصحية.
وقد قدم المركز الاستثفائي نفسه كنموذج سيئ للغاية في ما يخص الخدمات الصحية التي يقدمها لمرتادي هذا المرفق الصحي، ناهيك عن الاختلالات والخصاص المهول في عدة تخصصات.
يحج العشرات من المواطنون بشكل يومي ومن كافة المناطق الترابية لإقليم فاس قصد العلاج، لكن كما يقول المثل المغربي الشعبي الشهير” كون كان الخوخ يداوي كون دوا راسو”، ونعتذر على إقحام العامية في موضوع مقالي يسلط الضوء على معاناة ساكنة فاس مع المركز الاستشفائي السيئ الذكر.
ولعل أول شيء يصطدم به المرتفقون قبل ولوجهم لمستشفى أصحب شبيها بالغابة، اصطدامهم بتجاوزات حراس الأمن الخاص، بالإضافة إلى ظروف الاستقبال غير الإنسانية، والنقص في التجهيزات والمعدات الطبية.
هذا وقد عبر عدد كبير من المواطنين عن سخطهم العارم من الخدمات الطبية في المستشفى الجامعي، مؤكدين أنها دون المستوى، وذلك بسبب ظروف استقبال المرضى في قسم المستعجلات، الذي يفتقر لأبسط المقومات والمعايير المعتمدة، هذا دون الحديث عن تفشي ظاهرة المحسوبية والزبونية بشكل مقلق.
وفي سياق غير منعزل، نستعرض حالة المواطن (م.ش) الذي يعاني من الإهمال الشديد داخل ذات المقبرة، عفوا المستشفى، حيث أفادت عائلته أنه يعاني من سوء المعاملة، بعدما تم تركه ليواجه مصيره مع مرض ينهش ذاته.
ولك أن تتخيل عزيزي القارئ، أن مركزا استشفائيا جامعيا بهذا الحجم، والذي يعتبر من أكبر المستشفيات بالمغرب، حيث تبلغ عدد مصالحه 42 مصلحة، يفتقر لمسؤول في التواصل، يجيب على استفسارات المواطنين، ويتفاعل مع الصحافة الوطنية، في إطار الحق في المعلومة.