تربية الابناء و التكفل بملبسهم و مشربهم من حقوق الابناء على الاباء، و لعل اساليب التربية تختلف باختلاف الاسر و منطلقاتها و مستوياتها الفكرية و تاثير البيئة و المحيط عليها. ان تحدي تربية الابناء في بلاد المهجر يكون مضاعفا و المسؤولية تكون ثقيلة و عظيمة، ذلك انك في بلاد المهجر تزرع زرعا يتنفس هواء المكان و يسقى من ماء ثقافته و عاداته و تريد له ان يخرج نبتا و زهرا يشبه ذاك الذي تنتمي اليه جذورك. و هذا ليس مستحيلا غير انه يلزم جهد كبير و قوة تحمل لا نهاية لها و الاستعانة بتراب القيم و الاخلاق و ان يسقى بماء اضافي من نبع الاسرة و الدين بشكل متوازن لا يخلق لدى الابناء انفصاما في الشخصية او اضطرابا فيها. ان المشكلة لدى السواد الاعظم من الاسر في بلاد المهجر هو التفكير في تأمين المأوى و الملبس و لقمة العيش و الاجتهاد في تسمين الابناء دون النظر لحاجياتهم العاطفية و غرس الاخلاق و القيم التي سيواجهون بها غزو مثيلاتها الدخيلة، فكثير من الاباء لا يرى ابناءه الا مرة في اليوم و ربما لدقائق معدودة بحجة العمل لساعات طويلة للتغلب على ظروف الحياة و مسلتزماتها التي لا و لن تنتهي. و يزداد الامر خطورة عندما تساعد الامهات الاباء في تخفيف العبء لتسلم الاطفال الى جهة اخرى تتولى رعايتهم و الاهتمام بهم و في النهاية نربي جيلا لا تؤثر فيه الاسرة شخصيته تبنى على اساس كل ما يتلقاه من الخارج. ان من حق الابناء على الاباء قبل المأكل و الملبس هو تلبية حاجياتهم العاطفية و الانصات اليهم و خلق حوار دائم حول تساؤلاتهم و رغباتهم و توجهاتهم، و حتى اخذ مشورتهم و ربطهم بقيمهم و دينهم و هويتهم و تخصيص وقت لحل الاشكالات التي يواجهونها ….فرجاء لاتسمنوا ابناءكم .