إعداد مبارك أجروض
جل المنازل إن لم نقل كلها توجد فيها العديد من الأشياء التي قد تكون سببا في حدوث مخاطر صحية دون الانتباه إلى ذلك، وبالرغم من أن الستائر ـ سواء الخاصة بالنوافذ أو حوض الاستحمام ـ قد تبدو لا علاقة لها بذلك الأمر، إلا أنها تندرج تحت قائمة المنتجات المستخدمة في المنزل والتي لا تخلو من الأضرار الصحية.
ما هي تلك المخاطر الصحية ؟
كيف يمكن التقليل منها ؟
* المخاطر الصحية للستائر الخاصة بالنوافذ
تتعرض الستائر خلال مراحل تصنيعها إلى العديد من المعالجات الكيميائية التي يستخدم فيها عدد من المركبات التي قد تمتلك آثارا سلبية على الصحة، فمن خلال عمليات تصنيع النسيج المستخدم بالستائر وصبغها بالألوان ومعالجتها لمنحها مميزات معينة، تترسب بعض المركبات الكيميائية بالستائر مثل مركبات الكلور والفورمالدهيد ومركبات الكلورين والمبيدات الحشرية للآفات الزراعية.
وبالطبع فإن التعرض لتلك المركبات الكيميائية من شأنه زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض التي تختلف خطورتها، بدءاً بالحساسية، ومروراً بالربو، وانتهاء ببعض أنواع السرطان.
* نصائح لتقليل المخاطر الصحية لستائر النوافذ
بشكل عام يمكن القول بأن الأمر الأكثر أهمية لتقليل المخاطر الصحية للستائر هو اختيار أنواع أكثر أمنا وسلامة على الصحة، بالإضافة إلى ذلك يجب الحرص على التنظيف الدائم والمستمر للستائر، ويمكن تحقيق هذين الأمرين عبر اتباع النصائح التالية:
1ـ تخير الستائر المصنوعة من مصادر طبيعية
كما أسلفنا فإن النسيج المصنوعة منه الستائر قد يؤثر على الصحة، لذلك ينصح باختيار ستائر مصنوعة من:
ـ أنسجة ذات مصادر طبيعية نباتية أو حيوانية، مع الابتعاد عن تلك المصنوعة من الألياف الصناعية أو ألياف البلاستيك.
ـ يفضل اختيار الستائر المصنوعة من القطن العضوي بدلا من القطن العادي بسبب عدم تعرضه للمبيدات الحشرية أثناء الزراعة، مما يجعله أقل خطراً على الصحة.
ـ يحبذ أيضا اختيار الستائر المصنوعة من الحرير الطبيعي، أو تلك المصنوعة من الكتان، واللذين يوفران اختيارات مختلفة من حيث المميزات والعيوب والأسعار أيضاً.
2ـ ابتعد عن الأصباغ الصناعية
يمكن للمركبات الصناعية الداخلة في عملية صبغ الستائر أن تمتلك بعض المخاطر الصحية، الأمر الذي يعني ضرورة الحرص على اختيار ستائر مصبوغة بألوان وصبغات من مصادر طبيعية متنوعة، وبجانب هذا فإن هناك عددا من الأصباغ الاصطناعية المستخدمة بالستائر التي توصف بأنها ذات تأثير سلبي أقل على الصحة، والتي يمكن اللجوء إليها كحل بديل، وإن كان ليس الحل الأمثل.
3ـ احترس من المعالجات الكيميائية
تتعرض العديد من أنواع الستائر إلى معالجات كيميائية معينة لإكسابها مميزات إضافية مثل عدم التجعد، أو الحفاظ على الألوان رغم التعرض المستمر للشمس، أو نعومة إضافية أو غيرها، الأمر الذي يعني وجود بعض المركبات الكيميائية التي قد ينتج عن التعرض لها مخاطر صحية بتلك الستائر، وبالتالي ينصح بالابتعاد عن تلك الأنواع من الستائر أيضا.
4ـ ابحث عن ملصق أو علامة المأمونية
هناك العديد من الهيئات حول العالم التي تقوم بتحديد معايير حول مأمونية وسلامة المصنوعات النسيجية فيما يتعلق بالمواد المستخدمة وطرق التصنيع، وباستخدام تلك المعايير يتم تقييم تلك المنتجات، ومنحها علامات أو لصاقات معينة تفيد بمدى مأمونيتها على الصحة. لذلك ينصح بتخير الستائر التي تحمل تلك العلامات واللصاقات، إذ إنها ستكون أقل خطورة على الصحة.
5ـ قم بتنظيف الستائر بشكل مستمر
يمكن للستائر الموجودة بالمنزل اجتذاب الأتربة والغبار والفطريات وبعض المركبات الكيمائية، مما يعني تراكم المخاطر الصحية المحتملة على أسطح تلك الستائر؛ لذلك ينصح بتنظيف الستائر بمكنسة كهربائية تحتوي على مرشح بشكل منتظم، كما يوصي أيضا بضرورة غسل الستائر كل أسبوع أو أسبوعين لضمان نظافتها، مع الابتعاد عن التنظيف الجاف للستائر نظراً لتعرضها للعديد من المركبات الكيميائية خلال طريقة التنظيف تلك.
* المخاطر الصحية للستائر الخاصة بحوض الاستحمام وكيفية تقليلها
أما بالنسبة للستائر الخاصة بحوض الاستحمام فإنها تحمل أنواعا أخرى من المخاطر الصحية. إذ إنها تتم صناعتها من البلاستيك بشكل أساسي لتكون مقاومة للبلل، وأكثر تحملا للحرارة والرطوبة بالحمام؛ الأمر الذي يؤدي إلى تراكم الفطريات بين ثنايا الستائر، وما يتبعه من آثار صحية سلبية.
كما أنه غالبا ما تتم صناعة ذلك النوع من الستائر من نوع من البلاستيك يسمى “بولي فينيل كلوريد” أو “PVC”، والذي يحتوي على العديد من المركبات الكيميائية التي تمتلك مخاطر صحية عديدة، ومن بين تلك المواد الديوكسينات التي تعد مركبات سامة تؤثر على الأجهزة العصبية والمناعية والتناسلية بالجسم، بجانب ثنائي كلوريد الإيثيلين، والذي قد يتسبب في الإصابة ببعض أنواع السرطان.
إن الحل الأمثل لتقليل المخاطر الصحية للستائر البلاستيكية الخاصة بحوض الاستحمام هو استبدالها بأبواب زجاجية، والتي لا تحوي على مركبات كيميائية، ولا يسهل تراكم الفطريات عليها، إلا أنه للأسف فإن ذلك الحل الأمثل قد يكون غير متاح في كثير من الأحيان، وفي تلك الحالة يمكن استبدال الستائر البلاستيكية بستائر أخرى مصنوعة من مصادر طبيعية كالقطن العضوي أو غيره، مع ضرورة الانتباه لتنظيف تلك الستائر دائما لمنع تراكم الفطريات عليها، كما يمكن أيضا استبدال الستائر المصنوعة من بلاستيك “بولي فينيل كلوريد” بأخرى مصنعة من البوليستر أو النايلون أو البلاستيك الخالي تماما من “بولي فينيل كلوريد”، والتي تعد أقل خطورة على الصحة.