أصدرت دار النشر الجزائرية سقراط كتابا حمل عنوان “السادسة بتوقيت التحرير” للإعلامي الإريتري محمود أبو بكر حاول أن يستعيد فيه يوميات صحفي أثناء الثورة المصرية، حيث تقاطعت الأحداث العاصفة بين الخاص والعام، وبين التأملات العميقة التي تتطلب معايشة لحياة الناس ومواقفهم والجانب الصحفي المهني.
وبذل المؤلف -وهو صحفي إريتري عمل مراسلاً لصحيفة الجزائر نيوز من القاهرة- جهوداً لتفسير الكثير من الظواهر التي تتجاوز نقل الأحداث التي جرت خلال 18 يوماً، حيث عاد بالذاكرة إلى مسيرة السنوات العشر السابقة لاندلاع الثورة في محاولة لتفنيد النظرية التي تربط بشكل أوتوماتيكي بين ما حدث في تونس، وما حدث لاحقا في مصر.
وقال أبو بكر في تصريح للجزيرة نت “إن التصور الموضوعي للثورة المصرية ينبغي أن ينطلق من حقيقة أن هناك نضالات طويلة خاضتها النخب والحركات المصرية طوال عقد من الزمن من أجل قيام ثورة شعبية لاقتلاع النظام، وأن الثورة التونسية التي نجحت في إسقاط نظام بن علي لم تساهم إلا في تأكيد تلك الحقيقة، وفي منح المصريين قوة الدفع المطلوبة للصمود من أجل الوصول إلى المبتغى”.
ويضيف أن الكتاب رصد في فصوله الحركات الاحتجاجية، والمظاهرات العارمة التي شهدتها مصر قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، كما عرّج على المحطات الأساسية التي مثلت منعرجات حقيقية لتطوير النضال السلمي من أجل استعادة الديمقراطية.
أدب جديد
وعدد الكتاب العوامل والأحداث وحتى الإصدارات الأدبية والسياسية والأعمال الدرامية والفنية، وغيرها التي تناولت حالة المجتمع المصري خلال هذه الحقبة التاريخية وتنبأت بإمكانية وقوع ما حصل.
ويستخدم الكتاب الذي تبدأ أحداثه من اللحظة الأهم في تاريخ الثورة، وهي لحظة تنحي مبارك التي استعار منها الإصدار عنوانه “السادسة بتوقيت التحرير” تقنية البلاي باك لتبرير العودة إلى ذاكرة الأحداث قبل أن يعود مرة أخرى إلى قلب ميدان التحرير ليستعرض الشعارات التي رفعها الثوار.
وأشار إلى الشعارات التي تميزت بخفة الروح تحت عنوان “ابتسم.. الثورة تطلع حلوة”، على غرار عنوان فيلم لأحمد زكي بعنوان “اضحك الصورة تطلع حلوة”.
وقال أبو بكر “لقد أبدع الشارع شعاراته بنفسه، ولم تأته من خارجه، بل لم يساهم حتى المثقفون في وضعها، لقد كانت شعارات مكثفة صبّ فيها المصريون روحهم المرحة والحالمة بالحرية”.
وفي سؤال للجزيرة نت وعن ما إذا كان يتوقع أن تفرز الثورة أدبا مصريا جديدا، قال صاحب أنطلوجيا الأدب الإريتري الحديث “كما كان للدكتاتوريات أدبها وفنها الممجدان لها ولمقولاتها، فسيكون للثورة أدباؤها وأنماطها الأدبية خاصة إذا نجحت في بناء الديمقراطية المنشودة”.
وأضاف “إذا كان الأدب هو التعبير عن الحياة أو بعضها فإن الأدب القادم لا محالة سيكون تعبيرا عن مرحلة ما بعد النظام الاستبدادي خاصة وأن ذلك النظام سقط بإرادة جماعية، وبالتالي فسيكون الأدب لأول مرة في مصر وما حولها تعبيرا فعليا عن الضمير الجمعي للأمة”.