بدر سنوسي
اثارت رسالة رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات العامة الجزائرية، سعيدة نغزة، الكثير من التساؤلات حول ما تضمنته من انتقادات لمسؤولين محسوبين على الرئيس ال” تبون ” محملة إياهم “مسؤولية مجموعة من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها هذا البلد المغاربي في الآونة الأخيرة”.
وقالت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات العامة الجزائرية في رسالتها الملغمة “نحن بحاجة إلى الخروج من مقترحات المستشارين البيروقراطيين الذين يريدون إدارة الاقتصاد الوطني من مكاتبهم وبقرارات من الأعلى، دون مراعاة المشاكل الحقيقية التي يفرضها الواقع”.
وبالرغم من ان الرد على سعيدة نغزة، ورد من وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، التي أعابث على رسالة نغزة، التي وجهتها الى الرئيس، متهمة إياها بانها أصبحت تتكلم وكأنها ناطقا رسميا باسم مصالح تزعم أنها هي من تحارب مصالح النظام القديم، أو بالأحرى الدفاع عن مصالح “العصابة” التي تفننت في سرقة أموال الشعب.
و يبدو جليا ان – خرجة – رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات العامة الجزائرية، سعيدة نغزة، في رسالتها ما هي الا سيناريو محبك، تم إخراجه في وقت يتناسب مع العد العكسي للشروع في التحضير للانتخابات الرئاسية التي ستجري نهاية السنة المقبلة…علما ان سعيدة نغزة – اعتبرت دوما – واحدة من المدافعين على سياسة الرئيس ” تبون ” منذ كان يشغل منصب رئيس الحكومة، قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية، ليتأكد بالملموس، ان الرسالة التي انتقدت فيها المحيط الفاسد للرئيس، فقط من اجل لفت الأنظار، بطريقة غير مباشرة لحصيلة العهدة الانتخابية الأولى للرئيس…
هذا وتزامنت رسالة رئيسة الكنفدرالية، مع خرجات إعلامية، لكل من يوسف أوشيش، الأمين الوطني الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية “الأفافاس” (أقدم تيار سياسي معارض في الجزائر) الذي قال بان حزبه، على استعداد لإطلاق مبادرة جديدة تهدف إلى “استكمال المشروع الوطني وإرساء قيم الديمقراطية، والحرية والعدالة الاجتماعية والوقوف في وجه المهددين لتماسك البلاد ووحدتها، الهدف منها الإلحاح إلى ضرورة الإجماع ورص الصفوف”.
بالإضافة الى ما دعا اليه ” الشيات الكبير” المسمى قوجيل رئيس مجلس الامة، اثناء اللقاء الذي جمعه برؤساء المجموعات البرلمانية بمجلس الأمة، أمس الاثنين، ليثمن المشروع التنموي الذي بادر به رئيس الجمهورية – حسب ما جاء في كلمته –
وحسب العارفين بخبايا الأمور، فالانتقادات – المدلعة – عما يجري في البلاد حاليا، والموجهة لقصر ” جمهورية تندوف الكبرى ” في هدا الوقت بالذات، جاءت نتيجة للتطاحن القوي بين اجنحة النظام العسكري، ووجود مخطط في الساحة الجزائرية يهدف إلى عرقلة تقدم ال ” تبون ” – بجميع الطرق – الى الترشح للانتخابات القادمة، نظرا لحجم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، التي تنامت بشكل كبير في عهد الرئيس المزور ال “تبون”… !!