بكثير من الحزن الشديد والحسرة ودّعنا مع أهالي وأسر جماعة بني درار الواقعة بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية لحظة تشييع جثمان الشاب المغربي “ب.ق” شهيد غدر رصاص عسكر العصابة بالجزائر أول أمس الخميس 31 غشت الجارية بمقبرة سيدي حازم
كان الفقيد المغربي العشريني برفقة 4 أشخاص آخرين، يمارسون الرياضات المائية على متن درجات “جيت سكي”، قد تاهوا في عرض البحر، ودخلوا المياه الجزائرية عن طريق الخطأ أثناء عودتهما، سببا كافيا لعناصر القوات البحرية إطلاق أزيد من 5 طلقات نارية دون رحمة ولاشفقة عليه..
نعم بهذه البرودة والسرعة.. وتعطيل – عن سبق الإصرار والترصد – مختلف الوسائل الأخرى المتوفرة للحفاظ على سلامة الارواح والأبدان في مثل هذه الحالات كما تشير جلّ المواثيق الحقوقية الدولية حيث لم تكلف البحرية الجزائرية نفسها تنبيه الشباب بمكبر الصوت، ولا حتى إطلاق رصاصات تحذيرية كما تقتضيه الأعراف الدولية في مثل هذه الحالات التي تتداخل فيها الحدود بين المصطافين بشاطئ السعيدية المغربي و المصطافين بشاطئ قرية العقيد لطفي الجزائري إلاّ بأمتار متقاربة أكثر مما يتصوّر البعض
والواقعة كما هي تجعلنا أمام جريمة متكاملة الأركان بقتل أبرياء عزل شهداء الغدر برصاص نظام مافيوزي جبل على القتل وسفك الدّماء وقتل الحياة كما يشهد بذلك تاريخه..
فشهيدنا لم يقتل لأنّه مغربيّ بل لأنه إنسان.. وليس من الصدفة بمكان أن يصدر في نفس اليوم قرار تسليم المجرم الجنيرال نزارللقضاء الدولي المتابع بجرائم إبادة نصف مليون جزائري مدنيّ خلال ما سميّ بالعشرية السوداء بالجزائر…
هو وغيره من أفراد العصابة العسكرانية التي أقلعت أشجار النخيل رمز الحياة وهجّرت الناس بمنطقة العرجة…. هم نفسهم من هجرت مغاربة نحو الحدود زمن كورونا وقبلهم عائلات سورية…
ومن يعود إلى فقرات من آخر تقرير ل”منظمة أطباء بلا حدود”، سيجد أن 14.196 مهاجر طردوا من الجزائر خلال هذه السنة إلى حدود شهر ماي تعرّض خلالها عدد من المهاجرين لإصابات خطيرة وحالات إغتصاب للنساء”، وأن “أشخاصا كثيرين تُرِكوا وسط الصحراء على الحدود الجزائرية – النيجيرية، على بُعد 15 كلم من مدينة ( أساماكا)
هو تاريخكم ومنذ زمان.. وهل هناك دولة قادرة على تهجير 350 الف مغربي في عيد الأضحى غير نظام العصابة..
وهو تاريخكم اليوم…
لأنكم بهذا السكوت الرسمي المريب بعد ثلاثة أيام من وقوع هذه الجريمة التي ارتكبت في حق أبرياء دخلوا اراضيكم خطأ وبأمتار قليلة يؤكد المسؤولية الجنائية لهذا النظام العسكري امام المجتمع الدولي والإنساني..
بكل تأكيد هي جريمة قتل متعمد باسم هذه العصابة.. ولوكان الأمر تصرفاً شخصيا لسارعت لفتح تحقيق في الموضوع وتقديم التعازي لعائلة شهيد الغدر وبلده كما جرت بذلك الأعراف والتقاليد بين الدول والامم..
ولأننا نجاور عصابة المجرمين.. واياديهم على الزناد.. ومزاجهم هذه الأيام تحت تأثير صدمة البريكس ينتظر أية فرصة لتأجيج الأوضاع ودفع المنطقة إلى ما لا تحمد عقباه… يفترض الكثير من الصبر والحكمة.. لكن في نفس الوقت وبعد نهاية التحقيق الذي فتحته السلطة القضائية المغربية لا يجب أن يمر هذا الفعل دون عقاب وذلك بسلوك المساطر القانونية الدولية للتشهير بهذا العصابة الإجرامية..
أمّا دماء شهيد الغدر… فلنتذكر جميعاً قوله تعالى
( وما كان ربّك نسيّاً )…
وخير مثال ان يتابع اليوم دوليّاً احد رموز أركان هذا النظام الجنيرال نزار بقتل أبرياء جزائريين وهو في أرادل العمر..