على هضبة تاسروخت بعلو 1280 مترا شمال أكادير المغربية، تنتصب مغارة “وينتمدوين” التي توصف بأنها “أجمل مغارة في العالم والأطول في إفريقيا الشمالية”، وذات الأكبر واد تحت الأرض (Reseau karstique) في نفس القارة.
“وينتمدوين”، كلمة أمازيغية مركبة من كلمتين “وين” (صاحبة)، و”تمدون” مفردها “تامدا” وتعني البحيرة. وصارت تحمل هذا الاسم نظرا لصعوبة نطق الأجانب بالكلمة الأمازيغية “وين تمدون”، فصارت تكنى بمغارة “وينتمدوين” (مغارة البحيرات).
يقول المستغور يونس العلوي، رئيس جمعية الاستغوار بأكادير (أول جمعية مغربية تعنى بالاستغوار تأسست عام 1986) ، “إنها أجمل مغارة في العالم وأطول مغارة في إفريقيا الشمالية على مسافة 9 كيلومترات، اكتشفت من قبل المستعمر الفرنسي بعد استقلال البلاد عام 1960.
بها أربع بحيرات، تفصل فيما بينها مسافة 800 متر، وهي المصدر الوحيد لدواوير ريفية في البلدة من الماء، يتفاوت صبيب مياهها، ولا تنضب حتى في فترات الجفاف.
يشرح العلوي أن صيتها ذاع لدى مستغوري العالم الإسبان والألمان والفرنسيين، وصارت تستقطب كبارهم. ويضيف، “ما بين مدخل المغارة والبحيرة الأولى مسافة 350 مترا، وهو الفضاء الذي يلجه الزوار فقط بتأطير من جمعية ‘الاستغوار’، فيما روافدها تصل إلى 19 كيلومترا”.
وتأوي المغارة 21 نوعا من الخفافيش من أصل 33 صنفا يوجد في بلاد المغرب، فيما عمرها يصل إلى 33 ألف سنة، بحسب تقارير لمستكشفين عالميين عام 2008.
وبحسب إفادات العلوي، فمغارة “وينتمدوين” تأوي أكبر وادي تحت الأرض “Reseau karstique” في إفريقيا، وصبيبها المائي يتراوح ما بين 7 لترات إلى 9 في الثانية في الأيام العادية، وفي أوقات الشتاء يصل إلى أكثر من 3 أطنان في الثانية.