رصد تلسكوب جيمس ويب الفضائي، في أعماق الكون، مشهدا نادرا لنجم محتضر على وشك الانفجار، على بعد نحو 15 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وشاركت وكالة ناسا الصورة يوم الثلاثاء 14 مارس، وهي تكشف أن النجم كان يقذف مادته الخارجية، ويبني ببطء هالة من طبقات من الغاز والغبار حول نفسه.
In this #SpaceSparks episode we explore the stunning Wolf-Rayet star WR 124, captured by Webb in unprecedented detail. But what makes Wolf-Rayet stars so unique? Find out here: https://t.co/1RubnaOyXo pic.twitter.com/5Ei77gvsSb
— ESA Webb Telescope (@ESA_Webb) March 14, 2023
وعندما يتحرك الغاز المقذوف بعيدا عن النجم، يبرد ويشكل سحابة أو “سديما” يتوهج في كاميرا جيمس ويب التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وهذا ما يجعل السحب بلون وردي في الصورة.
وتلك المقذوفات هي النجم الذي يندفع للانفجار النهائي في حدث يعرف بالمستعر الأعظم.
وتسمى مرحلة ما قبل المستعر الأعظم من حياة النجم “وولف-رايت” (Wolf-Rayet)، وهي نوع من النجوم بالغة الكتلة حيث تكون كتله النجم أكبر من 20 كتلة شمسية، وتتميز تلك النجوم بفقد كبير في كتلتها إذ يخرج منها في هيئة ريح نجمية تبلغ سرعتها 2000 كيلومتر في الثانية.
وبعض النجوم تمر بمرحلة قصيرة جدا من “ولف-رايت” قبل وفاتها، ما يجعل هذا النوع من النجوم مشهدا نادرا.
وأطلق على النجم اسم WR 124 وهو واقع في كوكبة القوس، وتبلغ كتلته 30 ضعف كتلة الشمس. وألقى بمواد تساوي 10 شموس لإنشاء السديم المتوهج في الصورة.
وهذا الغبار الكوني له أهمية كبيرة لعلماء الفلك، باعتباره من العناصر التي يتكون منها كل جسم في الكون، مثل النجوم الجديدة والكواكب الجديدة.
وتأتي المواد المغبرة الجديدة من النجوم القديمة المحتضرة التي تنفجر وتطردها جميعا إلى الفضاء، في إنجاز كوني عظيم لإعادة التدوير.
ووفقا لوكالة ناسا، يوجد غبار في الكون أكثر مما يمكن أن تفسره نظريات علماء الفلك. ويمكن أن يساعد جيمس ويب في حل اللغز من خلال إيجاد المزيد من القرائن حول أصول الغبار، بما في ذلك المستعرات الأعظمية ونجوم “وولف-رايت” مثل هذا.
وتجعل قدرات الأشعة تحت الحمراء القوية للتلسكوب منه أداة أفضل بكثير لدراسة الغبار من أي مرصد سابق.
وكتبت وكالة ناسا في بيان مرافق للصورة: “قبل جيمس ويب، لم يكن لدى علماء الفلك المهتمين بالغبار معلومات تفصيلية كافية لاستكشاف أسئلة حول إنتاج الغبار في بيئات مثل WR 124، وما إذا كانت حبيبات الغبار كبيرة ووفيرة بما يكفي للبقاء على قيد الحياة في المستعر الأعظم وأن تصبح مساهمة كبيرة في الغبار الكلي. والآن يمكن التحقيق في هذه الأسئلة ببيانات حقيقية”.