نظمت مؤسسة جذور لمغاربة العالم، أمس الخميس، مائدة مستديرة حول موضوع “الاستثمار المغربي الإسرائيلي وصناعة الثقافة السياحية”، بالمركب السياحي كرين بارك بسطات، بتعاون مع الجمعية الدولية المغربية من أجل التسامح ومؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث، بحضور وفد يهودي رفيع المستوى من مغاربة العالم، ارتباطا باليوم الوطني للمهاجر، واحتفاء بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد.
وعلى هامش الندوة، قامت الوفود المشاركة والممثلة للهيئات المدنية سابقة الذكر، تحت حراسة أمنية كبيرة، بزيارة لمنطقة موالين ضاد بمنتجع تاغية جنوب مدينة سطات، وزيارة حي الملاح بالمدينة نفسها، فضلا عن زيارة مقبرة اليهود بإقليم عاصمة الشاوية، مع إحياء سهرة فنية مساء الخميس، بمشاركة فنانين يهود مغاربة بالإضافة إلى تكريم شخصيات مغربية يهودية.
عزيز وهبي، رئيس مؤسسة جذور لمغاربة العالم، أوضح، في كلمة له بالمناسبة، أن تنظيم المائدة المستديرة يأتي في إطار التطورات الإيجابية حول ملف الصحراء المغربية، إضافة إلى الدور الذي يلعبه مغاربة العالم في الدفاع عن القضية الوطنية والتعريف بها، فضلا عن علاقة الموضوع بالموقف الإيجابي لدولة إسرائيل بسيادة المغرب على أراضيه بالصحراء المغربية.
واعتبر رئيس مؤسسة جذور لمغاربة العالم أن المائدة المستديرة بسطات مناسبة لاستدعاء الجالية المغربية والإسرائيلية من رجال الأعمال، للوقوف على أهمية الاستثمار بالبلدين والمساهمة في خلق نقاش دولي ذي أهمية من خلال مشاركة العديد من المهتمين على المستويين الوطني والدولي، فضلا عن إبراز الدور الطلائعي لمغاربة العالم في توسيع آفاق التعاون الدولي في مجال التنمية الاقتصادية.
واستشهد عزيز وهبي بخطب ملكية عديدة تشيد بدور مغاربة العالم في الدفاع عن الوحدة الترابية؛ منها قول ملك البلاد: “لا يفوتني هنا أن أوجه تحية إشادة وتقدير إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذين يبذلون كل الجهود للدفاع عن الوحدة الترابية، من مختلف المنابر والمواقع التي يتواجدون بها. والمغرب، والحمد لله، يملك جالية تقدر بحوالي 5 ملايين، إضافة إلى مئات الآلاف من اليهود المغاربة بالخارج، في كل أنحاء العالم”.
وفي السياق نفسه ثمّن رئيس مؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث العلاقات المغربية الإسرائيلية التي تتطلع إلى التعاون المشترك بين البلدين وكل مغاربة العالم، ترسيخا للخطط المولوية السديدة التي تؤطر مجال التفاعل مع الداخل والخارج، كيفما كانت تجلياتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، ودفاعا عن أمن كل المغاربة ووحدة الوطن الترابية وقيم التسامح وحسن الجوار.
وأوضح أن المائدة المستديرة بعنوان “الاستثمار المغربي الإسرائيلي وصناعة السياحة” مناسبة لاستحضار مكانة مدينة سطات ونواحيها في الكفاح الوطني، والشاهدة على اللحمة الوطنية بين كل العناصر الثقافية المغربية، التي تشكل فسيفساء غنية بروافدها العريقة وبإرثها التاريخي ومعالمها الخالدة بين كل الأجيال المغربية المنصهرة في اللحمة الوطنية، التي تشكل استثناء متميزا بالخصوصية المغربية أبا عن جدّ.
تجدر الإشارة إلى ان الندوة ختمت بتوصيات الأطراف المشاركة، للعمل على بلورة شراكة استراتيجية بين المكونات الثلاثة المتمثلة في مؤسسة جذور لمغاربة العالم والجمعية الدولية المغربية من أجل التسامح ومؤسسة إبراهيم الروداني للدراسات والأبحاث، لتطوير سبل الحوار الثلاثي من أجل صياغة مشاريع ذات بعد تنموي اجتماعي وتوسيع آفاق التعاون التشاركي في مجالات التبادل الثقافي والعلمي.
كما ركّزت التوصيات على ترسيخ قيم التسامح والتعايش بين مكونات المجتمع المغربي، وتطوير المكتسبات الثقافية والحفاظ على الإرث الحضاري المغربي اليهودي، وتوسيع وتنويع مجالات الإقلاع الاجتماعي والثقافي بإقليم سطات، وتقوية أسس حوار (وطني / دولي)، بهدف تمتين أواصر العلاقات المغربية بكل عناصرها الهوياتية.
وختمت الهيئات المشاركة توصياتها ترسيخ مبادئ التربية على المواطنة والحق في الاختلاف الثقافي والهوياتي، للتأكيد على أن الإسلام دين الانفتاح والتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية، فضلا عن صياغة ميثاق شرف حول أرضية مشتركة، يتضمن شروط نهضة تنموية تستجيب لتطلعات ساكنة إقليم سطات.