كشف وزير الصحة والحماية الاجتماعية، أمين التهراوي، عن تطور الوضع الوبائي لحالات الإصابة بمرض الحصبة في المغرب، حيث أوضح أن إجمالي الإصابات بلغ نحو 19,000 حالة، بينما تجاوزت الوفيات الناتجة عن مضاعفات المرض 107 حالات، بنسبة 0.55% من مجمل الحالات المصابة.
وفي سياق تقديمه لتفاصيل الوضع الصحي في المملكة، أشار الوزير إلى أن معظم حالات الوفاة سجلت في صفوف الأطفال دون سن الـ12، مما يثير القلق حول حماية هذه الفئة الضعيفة في المجتمع. وتعود أسباب تفشي المرض إلى ضعف التغطية التلقيحية في السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد جائحة كوفيد-19 التي أسفرت عن تراجع ملحوظ في الإقبال على اللقاحات.
وأوضح التهراوي في معرض رده على الأسئلة الشفوية بمجلس النواب يوم الإثنين 30 ديسمبر 2024، أن المرض بدأ ينتشر في منطقة سوس ماسة منذ عام 2023، ومن ثم انتقل تدريجيًا إلى باقي مناطق المملكة. كما أرجع سبب الانتشار السريع إلى انخفاض نسبة التلقيح في الفترة الماضية، ما جعل المملكة عرضة لظهور بؤر وبائية جديدة.
وأكد الوزير أن الوزارة اتخذت خطوات وقائية لمكافحة المرض، من خلال تعزيز حملات التلقيح الاستدراكية، خاصة للأطفال، وتنظيم حملات صحية بالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية والداخلية لمراقبة الحالات وتقديم التدخلات الصحية الفورية. وتابع التهراوي أنه تم تتبع ومراقبة 6 ملايين طفل مغربي، واستدراك تلقيح حوالي 38% من الأطفال في إطار هذه الحملة الوطنية.
وفي إطار الإجراءات الاحترازية، دعا الوزير إلى ضرورة الإقبال على التلقيح باعتباره السبيل الوحيد للحد من انتشار الحصبة والقضاء عليها، مشددًا على أن “التراجع في نسبة الإقبال على اللقاحات بعد جائحة كوفيد-19 كان له تأثير واضح في ظهور بؤر وبائية جديدة.”