كشفت ناليدي باندور، وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، أمس الاثنين، على هامش مؤتمر صحافي أطلعت من خلاله وسائل الإعلام على آخر استعدادات بلادها لاستضافة القمة الخامسة عشرة لمنظمة “بريكس”، المقرر عقدها في الفترة ما بين 22 و24 من الشهر الجاري بجوهانسبورغ، أن “مجموعة من الدول أبدت اهتمامها بالانضمام إلى المنظمة، من ضمنها المغرب والإمارات والسعودية والجزائر ونيجيريا وفنزويلا وإيران والكويت ودول أخرى”.
وأضافت المسؤولة عينها أن “السياق الجيو-سياسي الحالي أدى إلى تزايد الاهتمام بالانضمام إلى بريكس، خاصة من بلدان الجنوب الذي باتت تبحث عن بدائل جديدة في عالم متعدد الأقطاب”، مؤكدة أن “المنظمة تلقت بشكل رسمي طلبات من 23 دولة، إضافة إلى دول أخرى عبرت عن رغبتها في الانضمام بشكل غير رسمي”.
وأوضحت باندور أن “الفقرة 73 من إعلان بكين للقمة الرابعة عشرة لبريكس، كلفت ممثلين عن الدول الأعضاء بإجراء مناقشات ومشاورات للتوافق على صيغ لتحديد المبادئ التوجيهية والمعايير التي تحكم عملية الانضمام إلى المنظمة”، مبرزة أن الأخيرة “يجب أن تؤدي إلى دمج دول الجنوب في عالم أكثر إنصافا وعدلا، وعلى أساس الاحترام المتبادل وصيانة سيادة الدول”.
كما كشفت رئيسة الدبلوماسية الجنوب إفريقية أن رئيس بلادها، سيريل راموفوزا، دعا بشكل رسمي 67 زعيم دولة في إفريقيا ومناطق أخرى لحضور أشغال قمة “بريكس” والمشاركة في محادثات “بريكس بلاس”، مضيفة أن “ما لا يقل عن 34 دولة أكدت حضورها أشغال القمة”.
على صعيد آخر، نفت باندور الشائعات المتداولة بشأن غياب رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، عن القمة، مؤكدة أن “جميع زعماء الدول الأعضاء في المنظمة سيكونون حاضرين، باستثناء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي سيتابع القمة عبر تقنية الفيديو، فيما سيمثله حضوريا وزير خارجيته سيرغي لافروف”، مشيرة في الوقت ذاته إلى “عدم توجيه الدعوة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”.
يذكر أن مجموعة “بريكس” هي تكتل اقتصادي يضم خمس دول، هي: جنوب إفريقيا والهند والبرازيل والصين وروسيا، تأسس سنة 2006 تحت مسمى “بريك” من طرف أربع دول، قبل أن تنضم إليه جنوب إفريقيا بشكل رسمي في الـ14 من أبريل من العام 2011، ليتحول اسم المنظمة إلى مسماها الحالي، كما تضم المجموعة الاقتصادية ذاتها أكبر خمس دول في العالم من حيث المساحة، إذ تشغل مساحة دولها مجتمعة ما يناهز 40 في المائة من مساحة العالم، وتضم النسبة ذاتها من مجموع سكان العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر كثفت من جهودها الدبلوماسية في الآونة الأخيرة للحصول على مقعد في “بريكس”، إذ أكد الرئيس الجزائري، في لقائه الأخير مع وسائل الإعلام، أن دول المنظمة تدعم انضمام الجزائر إليها، فيما لمحت وزيرة الخارجية الجنوب إفريقية إلى معارضة الهند لتوسيع التكتل.
ويرى خبراء اقتصاديون تحدثوا لهسبريس في وقت سابق أن الجزائر لا تستوفي شروط ومعايير الانضمام بسبب تواضع ناتجها الداخلي الخام مقارنة بدول المنظمة، وهو ما حاول الرئيس الجزائري تداركه في خرجته الأخيرة التي أشار من خلالها إلى أن “الناتج المحلي الخام للجزائر قد يصل إلى 245 مليار دولار”، إضافة إلى ذلك، فإن قبول عضوية أي دولة يقتضي موافقة جميع الدول الأعضاء في المنظمة.