وسط صراخ النساء ونحيبهن، تجمع الآلاف من الأقباط السبت في كنيسة الأمير تادرس غاضبين متحسرين وهم يشيعون أقاربهم أو أصدقائهم أو جيرانهم الذين راحوا ضحية هجوم على حافلة كانت تقل أقباطا عائدين من زيارة إلى أحد الأديرة في المنيا.
وفتح المسلحون النار الجمعة على حافلتين قرب دير الأنبا صموئيل المعترف في المنيا على بعد 260 كيلومترا إلى الجنوب من القاهرة فقتلوا سبعة أشخاص وأصابوا 18 شخصا آخرين بينهم أطفال.
ومن بين القتلى ستة أفراد من نفس العائلة كانوا في طريق عودتهم من تعميد طفل في دير بمحافظة المنيا.
ويعتبر هذا الاعتداء على الأقباط، هو الأول منذ نهاية كانون الأول/ديسمبر 2017 وتبنّى مسؤوليّته تنظيم داعش.
وقال الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا للمشيعين في كنيسة الأمير تادرس والدموع تنهمر على وجهه “مزيج من اتجاهين من المشاعر يسيطران علي وجدان الأقباط… الفخر بالاستشهاد… والحزن لتكرار وقائع مؤلمة والألم لكون الأقباط من أبناء الوطن وجزءا من نسيجه المتلاحم”.
وتدفقت الحشود من داخل الكنيسة وسط صراخ ونحيب وصلوات برفقة ستة نعوش بيضاء، ورفضت تلك الحشود قبول العزاء من مسؤولين أمنيين.
ورغم بدء حملة للجيش والشرطة ضد الجماعات المتشددة في شباط/ فبراير، إلا أن بعض المشيعين الأقباط ألقوا باللوم في تكرار تعرضهم لهجمات على “أخطاء” قوات الأمن.