دفعت الاحتجاجات والإضرابات التي تقوم بها بعض التنظيمات النقابية في قطاع التعليم بشكل انفرادي النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، إلى دعوة الإطارات والهيئات المعنية إلى توحيد الصف لتشكيل قوة ضاغطة على الوزارة الوصية على القطاع.
حيث أكدت النقابة الوطنية للتعليم، التابعة لحزب الاتحاد الاشتراكي، خلال ندوة صحافية عقدت اليوم الإثنين بالدار البيضاء، أن الطريقة التي يتم بها الاحتجاج على وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي، بقيام كل نقابة باتخاذ خطوة تصعيدية، “لا تؤتي أكلها، وهو ما يستوجب توحيد الصف”.
وأوضح الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم، عبد الصادق الرغيوي، أن الهيئات النقابية في القطاع “مطالبة بتوحيد الصف، لتشكيل قوة ضاغطة على الوزارة ومعها الحكومة، قصد الاستجابة لمطالب الشغيلة في القطاع، بدلا من قيام كل طرف بالاحتجاج بشكل انفرادي”.
وشدد الكاتب الوطني ذاته على أن الهيئة التي يقودها توجه من خلال هذا اللقاء الإعلامي نداء إلى باقي النقابات، “من أجل توحيد الصف للضغط بشكل قوي على الحكومة ومعها وزارة التربية الوطنية، على اعتبار أن الأشكال النضالية التي تتم بشكل انفرادي لا تلتفت إليها الوزارة”.
وأوضح المتحدث نفسه أن النقابة الوطنية للتعليم وجهت في هذا الصدد مراسلات إلى مختلف النقابات التعليمية من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار،
والتنسيق في ما بينها في مختلف المراحل القادمة، لاسيما أن القطاع يمر من ظروف صعبة في ظل هذه الجائحة.
كما وجهت النقابة، في هذه الندوة الصحافية، انتقادات واسعة للوزير سعيد أمزازي، معتبرة أنه ساهم في توقيف الحوار الاجتماعي حول مختلف النقط التي سبق الاتفاق على التفاوض حولها، ومشيرة إلى أن هذا الموسم الدراسي لم يسبق للنقابات أن عرفت مثله في عهد الحكومات السابقة.
وأكدت النقابة الوطنية للتعليم، التابعة للفدرالية الديمقراطية للشغل، أن الوزير سعيد أمزازي “تنصل من الاتفاقيات السابقة، وقام بتجميد الحوار حول النقط التي تم الاتفاق على حلها في بداية هذا الموسم”، وزادت مستدركة: “لكن كل شيء متوقف الآن، ولَم نر أي شيء”.
وشددت الهيئة المذكورة على أن وزير التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي سبق له تقديم وعود في هذا السياق، بيد أن الموسم الدراسي يقطع أشواطا كبيرة، وفِي ظل هذه الظروف الصعبة، دون أن يتم الوفاء بالوعود التي تم تقديمها.
وأوضحت النقابة نفسها أن “هناك إجماعا لدى كل الأسر المغربية على أن التعليم يمر من ظروف حرجة”، وأن “الجميع يطالب بالإصلاح، لكن الحكومة تعاكس التيار، وتعمل على تبخيس هذا القطاع.