في خطوة مثيرة، أقدم عمال تابعين للمجلس الجماعي لصفرو على “إلغاء” علامة “ممنوع المرور”، كانت مثبتة بشارع يوسف بن تاشفين بوسط المدينة بموجب قرار جماعي، وذلك لـ”إرضاء” ربما أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة الذين خرجوا يوم أمس الأربعاء، 15 نونبر الجاري، ببيان وهددوا بتنظيم وقفة احتجاجية.
وعمدت الجماعة إلى إخفاء العلامة المرورية بـ”كيس أسود”، ما أثار استغراب عدد من الفعاليات المحلية التي اعتبرت أن الخطوة تعتبر بمثابة”خرق للقانون”، سعيا ربما من السلطة للحصول على “نقط” تتعلق بإعلان المدينة خالية من الاحتجاجات والإضرابات.
وقبل أيام، قامت جماعة صفرو بتثبيت علامة ممنوع المرور في هذا الشارع، انطلاقا من مدارة “أمكموش” إلى مدارة “باب المقام”، والذي كان يعرف حالة اختناق مروري دائمة، في محاولة للتخفيف من الصعوبات التي تواجهها حركة السير في وسط المدينة. وتم اعتماد هذا القرار بعد مسطرة طويلة من الإجراءات، وتبعا لاقتراح من لجنة السير والجولان، والتي تضم في عضويتها عددا من القطاعات، ومنها السلطات المحلية والأمن الوطني.
لكن بيان أصحاب سيارات الأجرة الصغيرة، وتلويحهم بالقيام بخطوة احتجاجية في الشارع نفسه بدعوى عدم استشارتهم، دفع باشا المدينة إلى دعوتهم لجلسة حوار، بحضور رئيس المجلس الجماعي، ورئيس الهيئة الحضرية للأمن الوطني، وممثلا عن قسم الشؤون الداخلية، ورئيس قسم الشؤون الاقتصادية بالعمالة، وممثلا عن القوات المساعدة، (جلسة الحوار) أسفرت عن قرار إخفاء العلامة المرورية، في إجراء اعتبر أنه “إلغاء مؤقت” لـ”ممنوع المرور”، طبقا لمصادر تحدثت إلى “الديار” حول الملف، علما أن المقرر تداول فيه المجلس الجماعي، وصوت لفائدته من قبل أغلبية الأعضاء.
المصادر نفسها اعتبرت بأن خطوة “الإلغاء” من شأنها أن تغرق المدينة في الفوضى، وقد تفتح المجال أمام قرارات “عشوائية” أخرى “خارج القانون” بهاجس “إرضاء الخواطر”، والرضوخ لمصالح “ضيقة” لـ”لوبيات” ضغط.
“لماذا رفضت السلطة المحلية الاستماع إلى أصحاب المحلات التجارية والمقاهي بنفس الشارع؟ هل أصحاب “الطاكسيات” من يحكم صفرو؟ هل يُضرب القانون عرض الحائط “خوفا” من وقفة احتجاجية؟ هل ستظل المدينة ربما رهينة لـ”السيبة” فقط من أجل تسجيل “صِفْر” احتجاج أو إضراب؟”، تساؤلات استنكارية طرحتها مصادر جريدة “الديار”، قبل أن تشير، في السياق ذاته، إلى “الفوضى” العارمة التي تعرفها جل شوارع وأزقة مدينة صفرو، والمتمثلة في احتلال الملك العمومي والباعة المتجولين، أمام موقف “المتفرج” للسلطات المحلية.
وطالبت المصادر، في نفس الوقت، مسؤولي جماعة صفرو بإعداد مخطط مديري للسير بكافة المدينة من طرف مكتب دراسات مختص للحد من “الارتجالية” في اتخاذ بعض القرارات الغير مبنية على دراسة شاملة للسير بالمدينة.
من جهته، عبر مستشار من جماعة لمدينة صفرو، في حديث لجريدة “الديار”، عن صدمته، من قرار “إلغاء” علامة “ممنوع المرور” دون الرجوع إلى المجلس، الذي صادق على المقرر 170 بتاريخ 21 فبراير 2023، تتوفر جريدة “الديار” على نسخة منه، بإجماع الأعضاء الحاضرين وعددهم 20 مستشارا.
وقال العضو الجماعي نفسه، رفض الكشف عن هويته، إن “قرار “إلغاء” مداولات المجلس بهذه الطريقة غير القانونية حولنا إلى “كراكيز” للأسف”، قبل أن يحمل المسؤولية إلى رئيس المجلس الجماعي، المفروض فيه “تنفيذ مداولات المجلس ومقرراته ويتخذ جميع التدابير اللازمة لذلك”، حسب المادة 94 من القانون التنظيمي 113-14.
“حتى اذا اتضح أن قرار لجنة السير والجولان ومقرر المجلس بوضع علامة “ممنوع المرور” كانا خاطئين، لأي سبب من الأسباب، كان يجب تصحيحه بـ”القاعدة” وبـ”القانون” وبقرار جماعي أيضا، احتراما للدولة وتطبيقا لتعليمات “سيدنا الله ينصرو” بالجدية والفعالية”، يورد المتحدث نفسه، قبل أن يضيف أنه في هذه الحالة فقد تم تصحيح “خطأ” ربما بـ”فضيحة”.
وكان محضر لجنة التعمير بحضور السلطة والتجهيز والأمن، قد أشار إلى أن المدينة تعرف في الآونة الأخيرة، اكتظاظا في العديد من المحاور التي تشكل العمود الفقري في الشبكة الطرقية الحضرية. وسجل وجود ضعف التشوير الأفقي والعمودي في العديد من محاور المدينة. كما اقترح إحداث مطبات بمعاير تضمن سلامة المركبات، ومحاربة التوقفات الغير القانونية في العديد من المحاور، ومحاربة آفة سرقة الإشارات (PANNEAUX)، وإحداث الإشارات الضوئية بعدد من المحاور (مدار السلاوي)، وتحديد المرور في اتجاه واحد في كل من زنقة الاغالبة: منع المرور من اتجاه شارع محمد يخلف في اتجاه شارع يعقوب المنصور، وشارع يوسف بن تاشفين ستي مسعودة، وشارع المعتمد بن عباد.
وأوصى أيضا بمنع الحافلات من الوقوف خارج المحطة الطرقية، ومنع وقوف الشاحنات بمختلف أحجامها بشارع المسيرة قبالة ثكنة القوات المساعدة.
واقترح التقرير، نتوفر على نسخة منه، في السياق ذاته، منع وقوف الشاحنات والسيارات بشارع يعقوب المنصور خاصة بالمقربة من مدار السلاوي ومدخل شارع الأغالبة، وتنظيم الباعة المتجولين الذين يشكلون عرقلة للسير بزنقة الاغالبة وشارع المسيرة ودرب الميتر وباب المربع ولمقاسم وستي مسعودة.
ودعا إلى تسريع وتيرة تنزيل مشروع الطريق الدائرية التي ستخفف العبء على محور يعقوب المنصور وشارع محمد الخامس، وتحصين ممرات الراجلين بواقيات حديدية.