هل من خطة لإنقاذ “الهندية” من الحشرة القرمزية؟

مجلة أصوات

تواجه مناطق زراعة الصبار تحديات كبيرة جراء انتشار “الحشرة القرمزية”، وهي آفة زراعية خطيرة تهدد بتدمير محاصيل الصبار، الذي يُعرف محليًا باسم “الكرموس الهندي”.

 

 

 

 

وتعد هذه الفاكهة المصدر الرئيسي لدخل الكثير من المزارعين، خاصة في المناطق القروية، إذ تبرز منطقة المجدبة بنواحي المحمدية كنموذج للجهود المبذولة لمكافحة هذه الحشرة والحفاظ على محصول الصبار، وسط تحديات كبيرة مثل التغيرات المناخية وارتفاع تكاليف المبيدات الحشرية الزراعية.

 

 

 

 

وفي ظل هذه الظروف الصعبة، بذل مزارعو المجدبة جهودًا مضنية للتغلب على تأثيرات الحشرة القرمزية، التي أدت إلى تراجع كبير في إنتاج الصبار في مناطق عديدة. وتأتي هذه الجهود كجزء من مبادرة جماعية تشمل استخدام المبيدات الحشرية المتخصصة والدعم المحلي.

 

 

 

 

سعيد، أحد سكان منطقة المجدبة بنواحي المحمدية، تحدث في تصريح خاص لجريدة “العمق”، عن الجهود الكبيرة التي بذلها المزارعون لمكافحة الحشرة القرمزية التي تهدد محصول الصبار في المنطقة، مؤكدًا أنهم حاولوا القضاء على هذه الحشرة باستخدام المبيدات الحشرية، مع تلقي مساعدات من الجماعة المحلية، ومواصلة معالجة الأرض بالمبيدات نظراً لفعاليتها في التخلص من حشرة القرمزية.

 

 

 

 

 

وأشار سعيد إلى أن المبيد الحشري الفعّال الذي استخدموه في البداية كان يُعرف باسم “رأس اللفعة”، وقد أثبت فعاليته في القضاء على الحشرة. ومع نفاد هذا المبيد، على حد قوله، تم تزويدهم بمبيد حشري آخر، إلا أن فعاليته لم تكن بنفس القوة.

 

 

 

 

وعلى الرغم من ذلك، استمر المزارعون في استخدام “رأس اللفعة” وتمكنوا من الحفاظ على محصولهم، رغم التكاليف المرتفعة التي تصل إلى 350 درهما للتر الواحد. مشيرًا إلى أن معالجة الأرض تتم كل 15 يوما لضمان عدم عودة الحشرة.

 

 

 

 

وأضاف سعيد: “لم نكن نعاني من الحشرة القرمزية في السابق، لكن الآن ظهرت ولا يمكن لنا فعل شيء سوى معالجة الأرض رغم التكلفة العالية. مشيرًا إلى أن هناك من حاول معالجة الأرض في البداية ولم يجد نتيجة فتخلى عن ذلك، لكن يجب الاستمرار على نفس المنوال طول السنة بانتظار تحقيق النتيجة”.

 

 

 

 

وطالب المتحدث ذاته، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بزيادة الدعم الحكومي للمبيدات الحشرية وإعادة توفير مبيد “رأس اللفعة” الذي كان فعالا جدا في القضاء على حشرة القرمزية، مشددا في المقابل على ضرورة توحد جهود المزارعين في المنطقة لمنع انتشار الحشرة والحصول على نتائج أفضل.

 

 

 

من جانبه، تحدث أحمد لوك، أحد سكان المحمدية، عن زيارته لمنطقة المجدبة وتفاجؤه بوجود نبات الصبار بفضل جهود المزارعين الذين حافظوا عليه رغم اندثاره في بعض المناطق.

 

 

 

وأوضح أحمد ضمن تصريح لجريدة “العمق”، أن المزارعين مثلا في الرحامنة وتيزنيت قد عانوا من تدمير محصول الصبار بسبب الحشرة القرمزية، مما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار الصبار هذا العام، حيث أصبح ثمنها يصل إلى 5 دراهم للوحدة، بعدما كان ثمنها لا يتعدى درهما واحدا فقط.

 

 

 

 

وأكد المتحدث ذاته أن الحفاظ على نبات الصبار الذي يصلح لعدة استعمالات أخرى، يتطلب تضافر الجهود وتوعية المزارعين بأهمية اقتناء المبيدات الحشرية الفعالة واستمرار معالجة الأرض.

 

 

 

 

وأشار إلى أن تكلفة المبيد مرتفعة وليس بمقدور جميع المزارعين شراؤه، خصوصًا أنه يجب استخدامه بانتظام وليس مرة واحدة فقط. مضيفا أن المزارعين الذين أصابت الحشرة محصولهم قد خسروه بالكامل، وأصبح من الصعب عليهم البدء من جديد.

 

 

 

 

ووجه أحمد تحية لكل الفلاحين الذين واظبوا على مداواة محصولهم لمنع انتشار الحشرة، مؤكدًا أن “من جد وجد ومن زرع حصد”، وأنه لا يعقل أن يترك الفلاح محصوله يصاب بمرض دون محاولة إنقاذه، داعيا إلى زيادة الدعم الحكومي وتوفير الأدوية الفعّالة لضمان استمرار إنتاج الصبار والحفاظ على هذه الفاكهة من الاندثار. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.