لطالما تخيل الناس أن هجوم سمكة القرش يكون بسبب قطرة دم لا تتجاوز هذه التخيلات مجرد صورة نمطية.
هل يشم القرش الدم في الماء؟
قالت عالمة الأحياء البحرية ورئيسة جمعية المحافظة على المحيطات في لوس أنجلوس، مادالينا بيرزي، إن أسماك القرش قادرة على شم رائحة الدم في المحيط.
ونقلت الكاتبة عن بيرزي قولها إن خياشيم أسماك القرش تحتوي على خلايا حساسة تستخدم بشكل حصري في عمليات الشم. وعندما يتدفق الماء إلى الخياشيم تتفاعل المواد الكيميائية مع المستقبلات في هذه الخلايا الحسية ثم ترسل بعض الإشارات إلى الدماغ لتتمكن بذلك من الكشف عن المواد الكيميائية في المياه.
بفضل أفلام مثل “هجوم القرش”، يعتقد معظم الناس أن أسماك القرش قادرة على شم رائحة قطرة من الدم في المحيط من على بعد ميل واحد، لكن الحقائق العلمية تكشف عدم وجود قدرات خارقة للطبيعة في أجساد القروش.
توضح عالمة الأحياء بيرزي أنه رغم اختلاف أنواع أسماك القرش، فإن معظمها قادر على اكتشاف الروائح في المياه بتركيز جزء واحد لكل 10 مليارات، لكن ذلك يعتمد على المادة الكيميائية.
وتضيف بيرزي أن جزءا من بين 10 مليار يكون بمثابة قطرة دم في حمام سباحة، ومعنى ذلك أن القرش يجب أن يكون قريبا من قطرة الدم في المحيط حتى يكون قادرا على شمها. وفي الآن ذاته، فإن القرش بارع للغاية في تعقب الرائحة بمجرد مرورها عبر خياشيمه.
ويرى مايك برايس، الوصي المسؤول عن العناية بمتنزه “عالم المياه” في سان دييغو، أن الأمر سيان بالنسبة للبشر الذين يعيشون على اليابسة، فهم قادرون على شم رائحة مركزة من على بعد أميال. ولفهم ذلك، يمكننا تخيل وجودنا قرب حريق أو مكب نفايات، حيث تحمل الريح جزيئات الرائحة لمسافات طويلة.
وأضاف برايس “على نحو مشابه، لا تحتاج أسماك القرش سوى الوجود في مسار جزيئات الرائحة التي تتضاءل خلال انتقالها بواسطة التيارات البحرية، لتقوم بعد ذلك بتتبع هذه الرائحة لمسافات طويلة”.