هل حان موعد إنخفاض سعر الفائدة الأمريكية ؟
مجلة أصوات
استقبلت مؤشرات وول ستريت الرئيسية الثلاثة “داو جونز، ناسداك 100، ستاندرد آند بورز 500″، بيانات التضخم الأمريكية الصادرة، الأربعاء، على ارتفاع جماعي.
في المقابل، استقر مؤشر الدولار الأمريكي في جلسة الأربعاء، بعد جلسة تذبذب فيها المؤشر صعودا وهبوطاً ضمن نطاق لا يتجاوز 0.05 بالمئة، ليغلق عند 102.4 نقطة.
** تضخم متراجع
يأتي ذلك بينما أظهرت بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي، تراجع التضخم السنوي في الولايات المتحدة إلى 2.9 بالمئة خلال يوليو/ تموز الماضي، نزولا من 3 بالمئة في يونيو/ حزيران السابق له.
وأسعار المستهلك المسجلة في يوليو تعتبر الأدنى منذ مارس/ آذار 2021، وفق حسابات الأناضول، استنادا إلى بيانات التضخم التاريخية المنشورة على موقع الفيدرالي الأمريكي.
ووصف محللو أسواق المال، بيانات التضخم بـ”المشجعة” قبيل اجتماع لجنة السوق المفتوحة بالفيدرالي، ما يقدم للفيدرالي أبرز أسباب تخفيف السياسة النقدية المتشددة.
وحاليا تبلغ أسعار الفائدة على الأموال الاتحادية في الولايات المتحدة بين نطاق 5.25 بالمئة – 5.5 بالمئة، وهو أعلى مستوى لها منذ قرابة 23 عاما.
وفي مقابله له مع بلومبرغ، الأربعاء، قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستن جولسبي، إنه أصبح “أكثر قلقًا” بشأن سوق العمل من التضخم، وسط التحسن الأخير في ضغوط الأسعار، وبيانات الوظائف المخيبة للآمال.
وتخشى الأسواق الأمريكية أن يكون الفيدرالي قد تأخر فعلاً في خفض أسعار الفائدة، وهو ما ظهر جليا على تباطؤ التوظيف الحاد المسجل في يوليو الماضي، ونسبة البطالة الأعلى منذ 2021 والبالغة 4.3 بالمئة.
وأرقام سوق العمل لشهر يوليو، أثارت مخاوف من أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي كان بطيئا للغاية في خفض سعر الفائدة الرئيسي، من أعلى مستوى له في أكثر من عقدين من الزمان.
** اجتماع سبتمبر
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، على الرغم من انقسام المستثمرين والاقتصاديين حول ما إذا كان ذلك سيكون بربع نقطة أو نصف نقطة.
ويراهن المتداولون على أن صناع السياسات سيخفضون تكاليف الاقتراض بنسبة مئوية كاملة بين الوقت الحالي ونهاية العام الجاري، وفقا لأسواق العقود الآجلة.
** أكثر من خفض
ووفقا للتوقعات المتوسطة في يونيو، توقع الفيدرالي خفض تكاليف الاقتراض مرة واحدة فقط هذا العام، تليها أربع تخفيضات إضافية في 2025.
كما قدرت التوقعات أنه بحلول نهاية عام 2024، سيبلغ متوسط معدل البطالة 4 بالمئة، مقارنة مع ما تم تسجيله في يوليو عند 4.3 بالمئة.
ومع صدور بيانات التوظيف الأخيرة الخاصة بشهر يوليو، ارتبكت الأسواق العالمية، وسط مخاوف من احتمال دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود بحلول نهاية العام الجاري.
وقال جولسبي: “إذا كنت ستدخل في ركود أو كنت تعتقد أنك ستدخل في ركود، فسيؤثر ذلك على المعدل الذي ستجري به تخفيضات أسعار الفائدة.. الظروف هي التي ستبرر حجم التخفيضات”.
وتظهر توقعات محللي وول ستريت وشركات الوساطة الأمريكية، بل وحتى تلك العاملة في آسيا وأوروبا، أنها ضمنت على الأقل خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر.
إلا أن النسبة قد لا تكون مناسبة للظروف التي تمر بها سوق التوظيف الأمريكية البطيئة، ليبدأ الحديث عن خفض بمقدار 50 نقطة أساس دفعة واحدة في اجتماع الشهر المقبل.
وفي مذكرة بحثية، الأربعاء، قالت سيما شاه من شركة Principal Asset Management الأمريكية، إن قراءة مؤشر أسعار المستهلك لشهر يوليو، تزيل أي عقبات تضخمية متبقية ربما كانت تمنع بنك الاحتياطي الفيدرالي من بدء دورة خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
** ثلاثة اجتماعات
وتبقى للفيدرالي الأمريكي 3 اجتماعات حتى نهاية العام الجاري، وهي اجتماعات سبتمبر، ونوفمبر/تشرين الثاني، وديسمبر/كانون الأول.
ويتبقى أمام الفيدرالي تقريران هامان قبيل اجتماع سبتمبر المقبل، الأول سيكون في الجمعة الأول للشهر المقبل، ممثلاً بتقرير الوظائف عن أغسطس/آب الجاري.
بينما التقرير الثاني، هو تقرير التضخم لأغسطس الجاري أيضا، وهما التقريران اللذان سيسبقان اجتماع الفيدرالي، وسيحددان على الأرجح مقدار الخفض، إن كان 25 نقطة أساس، أو 50 نقطة أساس، وفق توقعات وول ستريت.