الشاعر الذي يُقال إنه “قتله شعره” هوأبو الطيب المتنبي، وهو أحد أبرز شعراء العرب وأكثرهم تأثيرا في الشعر العربي. ولد أبو الطيب المتنبي في الكوفة عام 915 ميلادي (303 هـ) وكان شاعرا فذا، يُعرف ببلاغته وفخره بنفسه وشعره الذي يعكس الكبرياء والطموح.
يُذكر أنَّ المتنبي قال مجموعة من الأبيات الشعرية التي تسبّبت في مقتله،”إذ هجا خال فاتك وهو ضبة بن يزيد الأسديّ العينيّ”، وكان ذلك في قصيدته البائيّة المشهوة.
وفي ذات يوم كان أبو الطيب المتنبي عائداً إلى بغداد برفقة ابنه محسد وغلامه، وفي أثناء عودته تعرّض له فاتك بن أبي جهل الأسديّ والكثير من أصحابه، ويُذكر أنَّ المتنبي أدرك أنَّه مغلوب وأراد الفرار، ولكنّ غلامه قال له: لا يتحدّث الناس عنك بالفرار وأنت القائل: فالخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم فقال له المتنبي: قتلتني قتلك الله، ثمَّ عاد إلى القتال حتّى تمَّ قتله، وقُتل معه ابنه وغلامه، وهكذا كان مقتل المتنبي في النعمانية الواقعة على مقربة من دير العاقول، في الجهة الغربية من سواد بغداد، ووقعت حادثة القتل في حياة كافور الإخشيديّ، ويُذكر أنَّ الحاكم عضد الدولة البويهي كان له ذريعة في مقتله.