ربما لم نتخيل كيف تكون الشعائر والعبادات مع انعدام الجاذبية وظروف الحياة المختلفة بالفضاء، الأمر الذي دفع بعض العلماء والباحثين في الشريعة الإسلامية لتقديم حلول عصرية وفتاوى تواكب وصول المسلمين إلى الفضاء، المسألة طرحت في ثمانينيات القرن الماضي عندما بدأ المسلمون اقتحام مجال الفضاء، حيث انطلق أحد عشر مسلما إلى الفضاء خلال العقود الثلاثة المنصرمة آخرهم الإماراتي هزاع المنصوري.
عام 2007 اجتمع علماء المسلمين في ماليزيا لإصدار كتيب إرشادات لرواد الفضاء المسلمين بعد انطلاق رائد الفضاء الماليزي شيخ مظفر إلي الفضاء، لا سيما مع تزامن رحلته حينها مع شهر رمضان الكريم، ورغم أن الدكتور شيخ مظفر قرر عدم الصوم لاستخدامه رخصة السفر للصائم بحسب الشريعة الإسلامية.
تقاس مواقيت الصلاة، بتوقيت الفجر والمغرب، باختيار بقعة من الأرض يقاس عليها زمنيا بزمن مواقيت الصلاة في الأرض، أما القبلة فقد وضع قياس بالتعاون مع وكالة الفضاء الماليزية لتحديد اتجاه مكة، ولكن عندما يتعذر التوجه لمكة بسبب الدوران حول الأرض بالاتجاه المعاكس يتجه رائد الفضاء للأرض مباشرة ويصلي.
وبسبب انعدام الجاذبية مما يترتب عليه تعذر السجود، أوضح الكتيب إمكانية الصلاة في وضع الجلوس مقيدا بحزام الأمان، إلا أن الدكتور شيخ المظفر ابتكر طريقته الخاصة للصلاة من خلال تثبيت قدميه بالأرض مما أتاح له الصلاة في هيئة الصلاة المعروفة، ولأنه يتعذر الوصول للمياه من الممكن استخدام الأوراق والمناديل المطهرة في النظافة والتطهر.