الحسانية هي لهجة عربية مستعملة في الصحراء المغربية، وتشكل اللغة الحسانية “اللغة الأم “لساكنة تعيش في مساحة جغرافية تمتد من وادي نون في الجنوب المغربي إلى نهر السنغال جنوب موريتانيا.
تنسب الحسانية إلى اللهجات العربية البدوية التي تختلف عن اللهجات الحضرية بخاصياتها الصوتية والصرفية. و بالرغم من اتساع مجال الحسانية فإنها لا تختلف كثيرا من منطقة إلى أخرى. و تسمى الحسانية عند الناطقين بها “كلام البيضان” لتمييزها عن اللهجات الزنجية والبربرية التي تحيط بها. يقول أحمد الأمين الشنقيطي في كتابه الوسيط “وهي –الحسانية- خليط من العريية الفصحى الممزوجة بالعامية (…) ويسميها أهلها بكلام حسان ولا أعلم من حسان هذا…”.
تنتمي “الحسانية “ألى اللهجات العربية البدوية كما أسلفنا إلا أن ما يميزها على الخصوص هو غنى معجمها بالكلمات والتعابير البربرية خاصة في ميدان الفلاحة والأعشاب والأعلام الجغرافية، وهذا ليس غريبا إذ أن المناطق التي تستعمل فيها الحسانية كانت أصلا بلاد أمازيغ، وكان دخول هذه اللهجة عامل تغيير لساني واضح أحدثته القبائل المعقلية والهلالية على فترات متفرقة من التاريخ الإسلامي لشمال إفريقيا.
تعرف “الحسانية” كسائر اللهجات اختلافات على المستوى الصوتي والمعجمي من منطقة إلى أخرى. وأهمها نطق القاف غينا. وأهم ملاحظة هي أن الحسانية استطاعت أن تحافظ على بنية تركيبية هي الأقرب إلى الفصحى من غيرها من اللهجات الحضرية والبدوية في شمال إفريقيا. ودراسة هذه اللهجة قد تأتي بالكثير حول بعض مظاهر تطور اللهجات العربية عبر التاريخ.