فاجأت وفاة أليكسي نافالني، زعيم المعارضة الرئيسي في روسيا، المنشقين الروس، ولكنه بعث أيضا شيئا من الأمل، في أن تتمكن المعارضة ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في هذه اللحظة اليائسة، من التوحد على نحو لم يسبق له مثيل.
سيكون القيام بذلك تحديا كبيرا، نظرا للنهج المنعزل في كثير من الأحيان الذي تتبعه حركة نافالني والتجمع المتباين المعارضين، الذين يقبعون جميعهم تقريبا في المنفى، ولا يتمتع أي منهم بجاذبية نافالني الوطنية الواسعة، وفقا لتقرير أخير من “نيويورك تايمز”.
أبرز المعارض
ومن بين هؤلاء ميخائيل خودوركوفسكي، رجل الأعمال السابق الذي اختلف مع بوتين، وقضى 10 سنوات في السجن، وفي لندن أصبح أحد أبرز معارضيه في المنفى.
ثم هناك مكسيم كاتز، أحد المؤثرين على يوتيوب وبطل البوكر السابق، ومقره في إسرائيل.
وهناك أيضا إيليا ياشين، وهو سياسي ليبرالي مخضرم يقضي حكما بالسجن لمدة 8 سنوات بتهمة نشر الفظائع الروسية في أوكرانيا.
وبخلاف هذه الشخصيات التي تحاول التحدث باسم روسيا بأكملها، هناك عدد كبير من المجموعات الصغيرة المناهضة للحرب التي تركز على مناطق روسية معينة، أو قضايا اجتماعية أو أقليات عرقية.
ويدير العديد منهم قنواتهم الخاصة على موقع يوتيوب، أو يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى مثل تيليغرام والبودكاست، لبث رسائلهم إلى ملايين المشاهدين في روسيا على الرغم من تشديد الكرملين سيطرته على المعلومات.
وضع المعارضة الآن
خلال مسيرته السياسية التي امتدت لعقود من الزمن، بنى نافالني شبكة لا مثيل لها من الخلايا الناشطة على مستوى البلاد، وقنوات التواصل الاجتماعي والحلفاء الدوليين، مما جعله وجه المعارضة للسيد بوتين.
وقام فريق من المساعدين المهرة بنقل هذه الشبكة إلى المنفى في فيلنيوس بدولة ليتوانيا، بعد سجن نافالني في عام 2021.
وقال المعارض ماكسيم كاتز الشهير على وسائل التواصل الاجتماعي: “نحن جميعا في المعارضة في حيرة من أمرنا بشأن ما يجب أن نفعله الآن وكيف. لقد كانت حياة المعارضة بأكملها تدور دائما حول نافالني، لذا فمن غير الواضح الآن ما سيحدث”.
وجوه بديلة
أصبح بعض مساعدي نافالني، ومعظمهم في الثلاثينيات من العمر، لاعبين سياسيين، مع فرصة لتشكيل المسار المستقبلي لحركة الزعيم الراحل.
هناك ليونيد فولكوف، وهو منظم سياسي ماهر أشرف على شبكة السيد نافالني في الخارج، وكيرا يارميش، المسؤولة الصحفية للسيد نافالني منذ فترة طويلة.
كما لفتت وفاة السيد نافالني الانتباه إلى زوجته، يوليا نافالنايا، 47 عاما. وأثار خطابها القوي أمام الزعماء الغربيين في ميونيخ بعد أنباء وفاة زوجها الجمعة تكهنات بأنه قد يكون لها مستقبل سياسي أيضا.
إعادة هيكلة
واعترف فريق نافالني، السبت، بأن منظمتهم المترامية الأطراف ستحتاج إلى إعادة الهيكلة للتكيف مع خسارة زعيمهم. لكنهم لم يقدموا أي مؤشرات حول الاتجاه السياسي الذي يمكن أن يتخذوه، باستثناء التعهد بمواصلة مهمة السيد نافالني.
وقالت يارميش، المتحدثة باسم الحكومة، لبرنامج إخباري روسي مستقل على موقع يوتيوب: “سنحتاج إلى إجراء بعض التغييرات.. نحن جميعا ندرك هذا تماما.”
والآن، مع وفاة نافالني، يبحث حلفاؤه، وكذلك حركة المنشقين الروس الأوسع، عن استراتيجية جديدة لمعارضة السيد بوتين.