لم نجد بداية نستهل بها إطلالتنا اليومية على متتبعينا و الشرفاء من بني جلدة الوطن، سوى أن نقول هزلت، لأنه حينما يصبح المسخ و العهر من سيميائيات اللغط الذي نصب نفسه أميرا في جبال أفغانستان، يلوح ب”التقاشر” الوسخة و يعتقد نفسه مبدعا و عينا راصدة، و هي عين حولاء تصدق عليها النكثة الشعبية القائلة “سنتين و هو يأتي بالقفة للجيران، و يعتقد في دواخله أنه يحملها لبيته”.
فمن كثرة المسخ و العهر الذي شحنت فيه إحدى صفحات الاسترزاق ، حاشى معاد الله أن تنسب إلى الإعلام، لأن الإعلام ميثاق شرف ، لا ميثاق رفع و نصب و جر، لأننا في هاته الحالة أمام “الطبلة” التي لا تصدر سوى الضجيج، بعد أن أصدرت في ليلة حمراء مدفوعة الأجر شخيرا، و صدقت أنه كلام ، بدأته بالهجوم على الكل ، متحدية كل الخيوط الحمراء التي يجب احترامها، و واضعة الحواجز أمام الاقتراب من شخصيات ، بلغة الدارجة “لعبة كحيزة” التي تعني جر المجرور إلى منطقة المساومة المنقوطة نقدا.
إنه قمة المسخ و النذالة و السقوط ما نراه، و هو ما يرفع إلى الواجهة مسألة المسؤولية حتى المؤسساتية التي تترك هاته الجراثيم تعيث فسادا في الأرض دون أن يطالها الحجب والمتابعة من قبل الجهات المختصة بتدبير الشأن الإعلامي وفق ما جاء به قانون الصحافة و النشر.
فمن هزالة الزمن الرديء الذي أضحينا جزءا من تركيبته ، و الذي يفرض علينا التصدي لأوساخه و تعليمه أسس الوطنية و الحرفية الإعلامية، بدلا من مجابهة الفساد و خدمة قضايا الوطن و المواطن ، فحين تقرأ كلاما غليظا بوبت به الصفحة مدخلها “و كما وعدناكم سنبدأ اليوم سلسلة حول الجرائد الإليكترونية” ستصاب بالتقزز لاعتبارين الأول لغوي لا يفقه في الكتابة الإعلامية شيئا ، و الثاني استعمال ضمير الجمع الذي يحيلنا إلى تنظيم سري و من المفترض على المؤسسات الأمنية أن تفتح تحقيقا في هذا التنظيم الداعشي الذي يمارس الإرهاب الفكري و يرسم خطوط الحلال و الحرام ، و الذي يلتقي مع الداعشية في تكفير كل فكر وطني مخالف لآرائهم أو بالأصح تخاريفهم، فالاتصال بشخصية في عرف هاته الداعشية ممنوع، لأن أزمتها هي أزمة سيولة لا أقل و لا أكثر، لأن من يخدم المجتمع بالفعل يجابه كافة الأمراض و الأوساخ التي تعوق خط سيره الطبيعي ، لا أن يحسر نفسه في الركنية و يعاقر مدام هبات “نصف الليل” ليخرج بشطحات ضد شخصية عمومية ، فيقول في مسخ لا معنى له إلا القتل الداعشي لكل مخالف.
قديما و في مجال التعسف على المعرفة كان أحد الطغاة يحضر الضحية و يحاكمه ليس من بوابة الأفكار بل من بوابة المتر و السنتمتر، أي أنه يأخذ قطعة قماش اعتباطيا و يضع عليها الشخص، فإن كان الشخص أطول من رقعة القماش بترت الأطراف الزائدة حتى يتساوى مع القماش، و إن كان ناقصا يشد بقوة و يجر حتى تتقطع أطرافه ليتساوى مع قطعة القماش، إنها صورة تعبيرية لواقع أصبح فيه كل مرتزق نبيا ، و كل سمسار وطنيا، و كل شلاهبي نصيرا للفقراء و المظلومين، بالفعل هزلت و بتنا نعيش حالة سقوط تاريخي.
بل وصل السلط بالمهووسين بطغيان القماش أن يرموا الآخرين بما هو فيهم، متناسين ، وكما قال المرحوم الحسن الثاني رحمة الله عليه في إحدى خطبه “من كان بيته من زجاج فلا يقذفن بيوت الآخرين”، الوقائع على الأرض معروفة في فاس ، و طفيليات النصب التي تتحرك في الظلام كالخفافيش، تحاول واهمة الاصطياد في الماء العكر عبر معاكسة التيار، لأن مجموعة “أصوات ميديا” التي تأسست سنة 1995 ، غنية عن التعريف و تاريخها معروف يعرفه القاصي قبل الداني، و لتنوير الرأي العام المتابع لصفحة العهر و المسخ ، فاللقاء تم في العلن في مقهى و هذا شرف للمجموعة مع شخصية عمومية ، وليس في الكاباريهات أو الغرف المظلمة، و في إطار مهني لمناقشة ملتقى تعده المجموعة لاختيار شخصية السنة و أيضا للدفاع عن ثوابت الأمة، و التي ستنظم تحت شعار “ما تقيسش ملكي”، و لنضيف لعين صفحة النذالة أنه كانت هناك عدة لقاءات جمعت المجموعة مع مختلف الألوان السياسية و البرلمانية و رؤساء الجماعات الترابية … ، و نحن لا نستحيي في ممارستنا المهنية الاحترافية.
و من باب الإخبار لمجموعة العهر فإننا قوم نؤمن بالقول الشعبي المأثور من “خطبنا سنتزوجه حتما”، و قد قررنا بالفعل الزواج بمجموعة العهر، و حاشى أن تكون قد رضعت حليب أولا الطيب، أو فاس الكفاح و النضال و الوطنية.
و من المزاح أنهم أدرجوا اسم الشعيبي، و على الرغم من أن الاسم بقصد أو عن غير قصد قد تم حشوه لتلافي المتابعة أو أي شيء آخر، فإننا نعد قراءانا بتتبع هاته الصفحة العهر يوميا، و سنقدم باقة من المستملحات المرتبطة بهاته الصفحة، و سنعونها ب “شعيبيات أولاد الطيب” إرضاء لاسم لن نقول أنه غير موجود بالمجموعة، و لكن تقديرا لهذا الاسم “العروبي”، “الفلاح”، “بن البلد”.. الذي سيرصد كل صغيرة و كبيرة حول مجموعة العهر ، انطلاقا من القول الإسلامي المأثور “العين بالعين و السن بالسن والبادئ أظلم”، و البداية ستكون قضائية تجاه مجموعة العهر هاته و أذنابها لتشهيرهم بمؤسسة إعلامية وطنية مسؤولة و مرخص لها وطنيا و دوليا، و هو ما أكده مدير مجموعة “أصوات ميديا” لحظة عرضنا الأوساخ المكتوبة عليه في إطار السياسة التدبيرية الجماعية التي تنهجها المجموعة في إطار من الشفافية و المسؤولية.
الأكيد أنه ومما يؤلم أكثر أن تجد جهلة يلبسون ثوب العلم ، و رحم الله سقراط الذي قال “كل الناس جهلة و لا يعترفون بجهلهم، و أنا جاهل و لكنني أعترف بجهلي، و لذلك فأنا أحكم الناس”، لأنه من يراقب هذا الكم الهائل من أبواق المسخ التي لا تعرف ماذا تريد وماذا ينبغي أن يكون؟ ، فبداية المعرفة تأتي من المقدمات التي تعكس جوهر الوسيلة التعبيرية المتعامل معها، فماذا سننتظر من المقدمات المليء بالدرن غير الدرن ، هل ستنتج قيمة جمالية ، أو قيمة صحيحة و صحية، الأكيد لا، و هو واقع حالنا اليوم، نطلب النتائج من مواد لا تعكس بالضرورة ما هو مرغوب فيه من أجل أن تنهض هذه الأمة.
فالكتابة ليست شطحات صوفية بل هي أخلاق لا يرضعها هؤلاء من ثدي الأم الوطنية المرتبطة بالأرض و بالثوابت الأساسية للأمة، لأنهم لا يمتلكونها، فإن ذهبت هذه الخصلة ذهب كل شيء، فضاع الإعلام، و أصبح مجرد مهنة للاسترزاق، و ما أكثر المرتزقة اليوم ممن يدعون الانتساب لهذا الحقل و المشهد، و هو منهم براء، و نحن لا نعمم لأن هناك كثير من الإعلاميين والصحافيين الشرفاء الذين يحترمون الأخلاق في مهنة الإعلام، ويمارسونها وفق أسس موضوعية، دون إدخال عامل الشخصانية، وعامل الأنانية في الممارسة.
فأمثال هؤلاء المتواجدين بصفحة العهر ممكن أن يفعلوا أي شيء لأن فكرهم براغماتي وداعشي، و هم في سبيل تحقيق تلك المصالح المباشرة لا يخافون لا الله ولا الوطن و لا حتى المقدسات و المؤسسات و الدستور، لأنها ببساطة أقلام مأجورة تشتغل تحت الطلب، و مهمتها الأساسية هي تشويه الصورة وقلب الحقائق، و الابتزاز يمنة ويسرة و لتحقيق تلك الغاية تطبق المثل القائل “الغاية تبرر الوسيلة” فهي تتفنن في الصور الموصلة للابتزاز من خلال اغتيال الشخصيات وتلبيس التهم الجزاف والتشويه والقرصنة والانتفاع بالمال والبيع والشراء وغيرها، فمثل هؤلاء لا قيمة لهم إلا بمقدار ما يجنى و يحصد من أرباح، و هم مستعدون حتى لبيع الأوطان لأنهم في الأصل لا يؤمنون بثوابت الوطن ولا مكتسباته ولا إنجازاته و لا حتى مؤسساته و رموزه.
لهؤلاء نقول أن الإعلام أخلاق و رسالة تتمثل في الدفاع عن الحق لا تغليب المصالح الضيقة على مصالح الوطن، و هو ما لا تعكسه ممارسات بعض صفحات و مواقع المسخ وعلى الإعلاميين الفعليين التصدي لهؤلاء المرتزقة عبر تجريم انتساب هاته النماذج للمشهد الإعلامي و هنا يحضر دور النقابات المهنية للصحافيين في التصدي لهذا العهر.
و للحديث بقية مع شعيبيات أولاد الطيب كما وعدناكم.