ظهرت نتائج انتخابات مجلس الأمة.. وسَعِد من سَعد وقَلِق من قَلق، هناك من صفق ورقص وهناك من تنهد وحَزِن، الا اننا بالنهاية.. لا نملك إلا أن نحترم هذه النتائج لأنها جاءت بإرادة الامة.
اليوم يجب أن يفصل النائب الجديد او القديم.. كل المؤثرات الخاصة والتأثيرات الشخصية عن كل ما يجب ان يبدأ العمل فيه، ويكون هو همه الاول والاخير، ألا وهو كيفية انتشال الوطن من واقعه المُتأزِم حاليا الى فضاء النمو والتنمية.لا شك ان القيادة الجديدة لمجلس الامة سيكون لها تأثير كبير في سير الجلسات التي نتمنى أن تغيب عنها فِرق الردح والصوت العالي وحفلات تقاذف الاتهامات والهمز واللمز.. التي حفلت بها بعض جلسات المجلس في الدورة الاخيرة.
كانت الصبغة الشخصية والذاتية والخلافات الضيقة ما بين بعض النواب.. جماعات وفرادى.. هي ما اعتقر قلوبنا، وهي ما أثارت قلقنا، وهي ما هيجت خوفنا على مستقبل بلدنا.
نتمنى مخلصين أن تهدأ الأحوال ويتفرغ النواب برغبة صادقة وحقيقية لفتح الملفات الجادة واستعراضها بشيء من الحب والإخلاص لهذا الوطن، تعويضا لكل ما فاتنا من فرص، أتاحت الدرب لدول أخرى أقل منا في مواردها وقدراتها ومميزاتها، لأن تسابقنا في طريق الإنجاز والتنمية وسبقتنا.
أتمنى من كل قلبي ألا تصل الامور الى ما حذر منه الخطاب السامي بـ«اتخاذ اجراءات اخرى ثقيلة الوقع والحدث».
مبروك لكل من فاز في هذه الانتخابات، والحظ لمن لم ينجح في المرات القادمة إن شاء الله.
نحن بانتظار حسن النوايا والرغبة الصادقة في تلبية نداء الوطن فقط، وليس من يتخفى وراء المشهد ويتحرك بنوايا انتقامية وثأرية.
هذا ما يتعلق بالسلطة التشريعية، اما الدور الأساسي والقيادي والريادي فسيكون للسلطة التنفيذية.. من خلال اختيار رئيس لهذه السلطة يتمتع بأُفق ورؤية واستراتيجية واضحة تنقلنا من واقعنا الحالي بكل خصوصياته ومواصفاته إلى الأمام وفق برنامج عمل واضح ومحدد يختلف عن كل البرامج السابقة، لتلافي كل الأخطاء ولنيل ثقة السلطة التشريعية وصولا إلى نقطة التعاون والتجاوب والانسجام ما بين السلطتين.. ويكون شعارها محاربة الفساد بكل انواعه، والقوة بتنفيذ القانون علي الجميع، والاستمرار في اغلاق حنفية الارضاءات وانجاز المعاملات للنواب ومنع الوزراء وكبار المسؤولين من استقبال النواب.. شرط توفير كل الخدمات لجميع المواطنين بمسطرة واحدة من دون اذلال.
بقلم إقبال الأحمد