لكن خلال العام 1912، اكتشف أحد الباحثين بجامعة أوكسفورد داخل فيلا رومانية فسيفساء زجاجية صغيرة ملونة بالأصفر احتوت على ما يقارب 1 بالمئة من أملاح اليورانيوم. وأثناء العصور الوسطى، اتجه العديد من العاملين في مجال صناعة الزجاج بأوروبا للاعتماد على اليورانيت المعروف أيضا بالبتشبلند، وهو خام معدني نشط إشعاعياً وغني بثاني أكسيد اليورانيوم، لتلوين الزجاج.
ويصنف العالم الألماني مارتن هاينريش كلابروت ،كأول من اكتشف العنصر الكيميائي “اليورانيوم”. حيث أقدم كلابروت على إذابة البتشبلند في حمض النيتريك قبل أن يحيّد المحلول الذي تحصّل عليه عن طريق هيدروكسيد الصوديوم ليتمكن في النهاية من الحصول على مركّب أصفر.
وإلى ذلك، اتجه مارتن هاينريش كلابروت لتسمية هذا العنصر اسم “اليورانيوم” حيث اقتبس العالم الألماني هذا الاسم من اسم كوكب أورانوس الذي اكتشف عام 1781 من قبل الفلكي والملحن الألماني الأصل ويليام هيرشل فسمي بدوره نسبة “للإله أورانوس” في الأساطير الإغريقية.
وقد انتظر العالم حلول العام 1841، ليتمكن الكيميائي الفرنسي يوجين ميلكيور بيليجوت من الحصول على أول عينة من معدن اليورانيوم عن طريق تسخين رابع كلوريد اليورانيوم مع البوتاسيوم. وقد ظلت طبيعة النشاط الإشعاعي لليورانيوم مجهولة لحدود أواخر القرن التاسع عشر حيث تمكّن عالم الفيزياء الفرنسي هنري بيكريل سنة 1896 من إثبات ذلك ليتقاسم بفضل هذا الإنجاز رفقة كل من ماري وبيار كوري جائزة نوبل للفيزياء لعام 1903. لكن مع حلول أواخر ثلاثينيات القرن الماضي اتخذ مستقبل اليورانيوم منحى جديداً حيث نجح العالمان الألمانيان أوتو هان وفريتز ستراسمان في اكتشاف الانشطار النووي سنة 1938 لتبدأ العديد من الدول حينها في إجراء أبحاث لدراسة إمكانية إنتاج قنبلة ذرية.