أقدمت السلطات المحلية بمدينة فاس، مطلع الأسبوع الماضي، على هدم باب الرصيف لإنشاء مرآب أرضي للسيارات بطاقة استيعابية تصل إلى 50 عربة، في إطار برنامج تهيئة مداخل العاصمة العلمية الذي يشرف عليه الملك محمد السادس لرد الاعتبار للمدينة العتيقة.
وأثارت عملية هدم باب الرصيف جدلا كبيرا لدى الكثير من زوار العاصمة العلمية، معتبرين أن هذه الباب تعتبر من المآثر العلمية للمدينة، دون العلم بحقيقة تصميم باب الرصيف.
وتم التأكد أن باب الرصيف الذي تم هدمه لا يعتبر من الأبواب الأثرية بالمدينة، مشيرا إلى أن الباب تم تصميمه وبناؤه في عهد عمدة فاس السابق حميد شباط الذي ترأس جماعة فاس بين 2003 و2015.
وكانت ساحة الرصيف تعرف رواجا سياحيا في الوقت الذي كانت السيارات تصل إلى ساحة الرصيف، قبل أن يتم تنفيذ قرار منع وقوف السيارات بالساحة المذكورة، مما جعل وصول الزوار إلى مدخل المدينة العتيقة شيئا صعبا.
وكان الزائر يركن سيارته بعيدا عن المدخل الرئيسي “باب سيد العواد”، وبالضبط بموقف السيارات العشوائي باب الجديد، فيما يتنقل عبر الحافلات التي تعرف هي الأخيرة اكتظاظا كبيرا أو يقطع المسافة بين الموقف والمدينة العتيقة مشيا.
وأضاف مصدر آخر، أن تهيئة مرآب تحت أرضي بساحة الرصيف سيعطي رونقا خاصا بالمنطقة، مما سيجعل زوار العاصمة العلمية عل قرب من متاجر المدينة والعتيقة والتجول بأريحية بين دروبها.
وفي السياق ذاته، علقت النائبة البرلمانية، ريم شباط، في تدوينة على صفحتها الرسمية فيسبوك، حول موضوع هدم باب الرصيف، معتبرة أن هدم باب سيد العواد “غير مجدي للنفع وأهدارا للمال العام”.
وقالت البرلمانية، إنها تابعت باستغراب شديد كباقي ساكنة فاس وتجار المدينة العتيقة بالخصوص هدم باب سيدي العواد الرصيف بالمدينة العتيقة لفاس لإنجاز موقف لخمسين سيارة بغلاف مالي مهم في غياب أي لوحة توضيحية للبطاقة التقنية للمشروع.
وأضافت، أنه “ذلك يأتي في الوقت الذي كانت تحتاج فيه ساحة الرصيف لإعادة تأهيلها بغية تسهيل الولوج للمدينة القديمة لفاس، وعوض التفكير في خلق فضاء متجدد لإنعاش التجارة والسياحة والاهتمام بالباعة المتجولين من خلال خلق مشاريع تنموية لإدماجهم ومواكبتهم في ساحة الرصيف التي كانت تشهد أنشطة اقتصادية مهمة ومصدر دخل للعديد من الاسر بالمدينة القديمة، إضافة أن الساحة تعتبر بمثابة مدار سياحي ومدخل رئيسي للمدينة القديمة”.
وترى ابنة شباط أن هذا المشروع “غير مجدي للنفع وهدر للمال العام ويجب إعادة النظر فيه”، معتبرة أن “بناء مرآب للسيارات بجوار واد الجواهر تم دون استحضار ودراسة للفيضانات التي قد تأتي على بغتة وتكلف خسائر مادية وبشرية لا قدر الله”، مشددة على أنه عند القيام بأي مشروع لابد من استحضار المقاربة التشاركية.
واعتبرت ريم أن هدم باب الرصيف “عبث بجمالية ورمزية ساحة الرصيف، يجب توقيفه والحد من الاعتداء على التراث الإنساني للمدينة العتيقة لفاس”، مطالبة بالكف عن “إهدار المال العام في مشاريع لا تقدم الفائدة للساكنة بالمدينة العتيقة .