وألهبت المبدعة السورية خلال عرضها الفني المتميز الذي حمل عنوان “طقوس الشفاء” واحتضنه فضاء جنان السبيل التاريخي بالعاصمة العلمية، جمهور المهرجان بألحانها وإيقاعاتها العذبة، في غوص فريد من نوعه في التقاليد العريقة لإنعاش الروح والجسد.
وشكل هذا العرض الموسيقى الذي شد انتباه الجمهور الحاضر أكثر من مجرد حفل، وإنما رحلة حسية تتضمن طقوسا متجذرة مستلهمة من التقاليد والعادات القديمة المصممة خصيصا لتهدئة الخواطر والنفوس.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت نيسم جلال أن عرضها الفني يستمد قوته من التقاليد الموسيقية الروحية وطقوس الشفاء، موضحة انها ” استلهمت طقوس الشفاء التي ألفتها من أشياء عديدة، لاسيما موسيقى كناوة، وهي موسيقى للشفاء أثرت في بشدة خلال زياراتي للصويرة”.
كما استوحت أعمالها من طقوس الحضرة والشفاء كرقصة الزار بمصر والموسيقى الهندية الروحية، وموسيقى الماندينغ بغرب إفريقيا. كما تأثرت نيسم جلال بشكل خاص ب”التجويد”، ذلك اللحن والصمت المقدس بين الآيات القرآنية.
وبالنسبة لنيسم جلال، فإن الصمت بين الجمل في القرآن الكريم هو مصدر للتأمل والروحانية، مؤكدة أن هذا الحوار بين الصوت والصمت، بين الموسيقى والروحانية، هو ما يميز بشكل كبير ألحانها.
وأكدت عازفة الناي السورية أيضا على أهمية الروحانية في الموسيقى التي تقدمها، معربة عن اعتقادها بأن “هناك اليوم في العالم العربي ميل متزايد إلى رؤية محدودة للغاية لماهية الذات الإلهية، مضيفة أنه يتعين علينا ألا نرفض الجمال لأنه جزء من الدين”.
وأكدت أن حضورها بمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يشكل مناسبة لتقاسم هذه الرؤية والاحتفاء بالجمال والروحانية من خلال الموسيقى.
وسافرت هذه الفنانة المبدعة، التي كانت مصحوبة بموسيقيين موهوبين على غرار كليمون بيتي، وكلود تشاميتشيان (عازف الكمان) وزازا ديسيديرو (على آلة الطبل) من خلال صوتها الآسر وعزفها المتميز على الناي، بالجمهور في عالم موسيقى استثنائي وفريد.