نوبات الهلع عند الأطفال: لحظات قصيرة قد تغير مسار حياتهم النفسية

سكينة طاهري

قد يعاني بعض الأطفال من نوبات هلع، وهي لحظات قصيرة من الخوف الشديد والذعر تفوق توقعات من حولهم، وتترك أثراً على نفسيتهم لفترات طويلة.

هذه النوبات ليست مجرد خوف عادي، بل هي رد فعل معقد للجهاز العصبي تجاه مواقف معينة أو تجارب صادمة.

 

ما هي أسباب نوبات الهلع عند الأطفال؟ 
تعرض الطفل لصدمات نفسية مثل العنف المنزلي، فقدان أحد الوالدين، أو الإهمال.

الاستعداد الوراثي بوجود تاريخ عائلي لاضطرابات القلق أو نوبات الهلع.

التوتر البيئي كالأصوات العالية، والصراخ المستمر في البيت، والتي تثير حساسية الطفل بشكل مفرط.

اضطرابات نفسية أخرى مثل التوحد أو اضطرابات القلق التي تزيد من احتمالية ظهور نوبات هلع.

 

ما هي أعراض نوبة الهلع عند الطفل؟

خوف مفاجئ وغير مبرر يتملك الطفل.

تسارع التنفس وسرعة ضربات القلب.

التعرق والشعور بالاختناق.

أفكار مخيفة أو قلق من الموت.

 

ماذا يحدث إذا تركت نوبات الهلع دون علاج؟ 

عدم التعامل المبكر مع نوبات الهلع قد يؤدي إلى:

اضطرابات في المزاج كالاكتئاب والقلق المزمن.

ضعف قدرة الطفل على بناء ثقته بنفسه.

انعزالية اجتماعية وصعوبة في التفاعل مع الآخرين في وقت لاحق.

 

هل يمكن أن يؤدي الصراخ المُتكرر في المنزل إلى نوبات هلع؟ 

نعم، الأصوات العالية والصراخ المتكرر تخلق بيئة توترية للأطفال، خصوصاً للأكثر حساسية أو الذين يعانون من اضطرابات مثل التوحد والقلق. هذه الأصوات ترفع من مستويات القلق لديهم مما قد يسبب نوبات من البكاء، الصراخ، أو حتى نوبات هلع.

 

كيف نساعد الطفل في مثل هذه الحالات؟
تهيئة جو هادئ ومستقر في المنزل بعيداً عن الصراخ والصخب.

استخدام أساليب تهدئة فعالة مثل التنفس العميق، الحديث اللطيف، ومداعبة الطفل.

تقديم الدعم النفسي سواء عبر جلسات مع مختصين أو من خلال مشاركة الأهل والمربين.

 

ما هو العلاج الأمثل؟ 

التشخيص المبكر من خلال استشارة طبيب نفسي للأطفال.

العلاج النفسي والسلوكي لتعليم الطفل طرق التحكم في القلق والتوتر.

توفير بيئة أسرية آمنة تشعر الطفل بالطمأنينة والحب.

تشجيع الطفل على ممارسة أنشطة رياضية وفنية لتفريغ الطاقة السلبية والقلق.

بالطبع، لا ننسى أهمية تخصيص وقت روحي منتظم يعزز التقرب من الله. هذا الوقت الروحي يشكل دعامة قوية للنفس، ويمنح السلام الداخلي والطمأنينة التي تساعد على مواجهة ضغوط الحياة، بما في ذلك التحديات النفسية مثل نوبات الهلع.

يمكن أن يتضمن هذا الوقت:

  • الصلاة بخشوع وتدبر.

  • قراءة القرآن أو الأذكار اليومية.

  • التأمل والتفكر في نعم الله والرحمة الإلهية.

  • الدعاء والتفريغ النفسي أمام الله.

هذا الجانب الروحي يدعم الصحة النفسية ويمنح الطفل (والبالغ أيضاً) شعوراً عميقاً بالأمان والراحة، ويساهم في تخفيف التوتر والقلق.

باختصار، نوبات الهلع عند الأطفال ليست مجرد لحظات خوف عابرة، بل هي إشارة مهمة تستوجب الانتباه والعلاج المبكر. بتوفير الدعم المناسب، يمكن للطفل أن يتجاوز هذه المرحلة ويعيش حياة نفسية صحية وسعيدة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.