لم تمر أيام على حملة الهجوم على جمعية انقاذ الأرواح البشرية في البحر بالداخلة ، حتى ظهرت حقائق جلية، كشفت من خلالها كواليس الحملة وأسرار كل التدوينات التي تحاول أن تجميع الادلة للإدانة من هنا وهناك ، مستعملة منطق طاحت الصومعة علقو الحجام ، والغريب أن المنتقدون لم يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن المعلومة ، رغم أن الجمعية تملك مقر لها بمدينة الداخلة ، يمكنهم التوجه له واستفسار القائمين عليه عن كل واقعة وعن الاختصاصات وكل الامور التي يمكن أن ينبني عليها أي انتقاد واقعي مدروس ، لا الكلام الطلوق على عواهنه، إن حجم الهجوم الذي تتعرضت له الجمعية من آن لآخر، وتحديدا فى المواسم الذى تنشط فيه الجمعية، ويزداد نشاطها الاشعاعي، شجع الباحثين عن الحقيقة على بذل مجهود، إضافي للوصول إلى حقائق الأمور ، فكانت النتائج كالتالي :
إن توجيه التهم للجمعية بإهمال المراكب التي تحترق أو البحارة المفقودين ، يحمل في طياته الكثير من المغالطات ، على اعتبار أن الجهاز الوطني للبحث و الإنقاذ البحري، لا يرتبط بشكل حتمي بهذه الجمعية ، إنه تابع للدولة ، و أسس بناء على اتفاقيات دولية حسب ما هو وارد في موقع في وزارة الصيد البحري التي تشير إلى أن مهمة هذا الجهاز تتمثل في البحث و إنقاذ الأرواح البشرية في عرض البحر هو نابع من التزام الدول الساحلية التي صادقت كما المغرب على الاتفاقية الدولية للإنقاذ البحري سنة 1979 والتي تطبق القرارات والتوجيهات الصادرة عن المنظمة البحرية العالمية في هذا المجال وحسب نفس المصدر فإنه يسند القيام بهذه المهمة طبقا للمسؤوليات التي تقع على عاتق بلدنا على المستويات الوطنية، الإقليمية والدولية، إلى قطاع الصيد البحري ويرتكز على الجهاز الوطني الذي يستند بدوره على مركز تنسيق ووسائل التدخل.
وحتى تكون الحقيقة أكثر جلاء أضاف موقع الوزارة بأن مهمته السهر على حسن سير عمل مركز تنسيق الإنقاذ البحري والسهر لمدة 24 ساعة، خلال 7/7 أيام، مع الاتصال الدائم بالمراكز المماثلة على المستوى الإقليمي والعالمي، وتنفيذ البرنامج الوطني للإنقاذ البحري، و تنسيق عمليات الإنقاذ مع مختلف المتدخلين المدنيين والعسكريين، و جمع وتحليل البيانات الإحصائية المتعلقة بحوادث البحر، إنجاز التقرير الوطني السنوي حول البحث والإنقاذ البحري، و تطوير وتحسين خدمات الإنقاذ البحري الوطني.
إن هذه الكلمات القليلة دعوة مفتوحة للقراءة وللبحث الحقيقي لا المغرض عن سبل النهوض بمهمة سامية نبيلة ، لا ينبغي إضاعة مزيد من الوقت في تمويه الناس عن المختصين بها ، والذين وجب تعزيز أدوارهم بمزيد من الموارد البشرية والاليات ، حتى يقوموا بدورهم على أحسن وجه .