أكد بحث علمي جديد صادر عن علماء في جامعة كاليفورنيا في ديفيس بالولايات المتحدة وجود ارتباط وثيق بين نقص مادة الكولين الحيوية في الدماغ وارتفاع معدلات القلق واضطراباته.
ويعد الكولين مكونا غذائيا أساسيا يلعب دورا محوريا في دعم وظائف أغشية الخلايا، والذاكرة، وتنظيم المزاج، والتحكم في العضلات ، كما يعتمد الجسم على مصادر خارجية بشكل أساسي للحصول عليه، مثل البيض، ومنتجات الألبان، والأسماك.
ولإجراء الدراسة، قام فريق بقيادة البروفيسور ريتشارد مادوك بتحليل معمق لبيانات 25 دراسة مختلفة ، شملت ما مجموعه 370 مريضا مصاب باضطرابات القلق .
وباستخدام تقنية تصوير متقدمة وغير جراحية (مطيافية الرنين المغناطيسي النووي للبروتون)، تمكن الباحثون من فحص التركيب الكيميائي لأنسجة الدماغ.
وكشفت النتائج عن انخفاض ملحوظ ومستمر في مستويات الكولين لدى المشاركين الذين يعانون من اضطراب الهلع واضطراب القلق العام ، حيث تبين أن مستوى الكولين في أدمغتهم كان أقل بنسبة حوالي 8% من الأشخاص الأصحاء .
وحذر الباحثون من أن هذا الانخفاض ، حتى لو بدا صغيرا ، يمكن أن يكون له تأثيرات وظيفية هامة على نشاط الدماغ ، رغم أن الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لفهم آليات القلق، إلا أن العلماء شددوا على ضرورة الحفاظ على نظام غذائي متوازن وغني بالكولين، حتى وإن كانت الدراسة لم تثبت بشكل قاطع أن المكملات الغذائية قادرة على علاج القلق مباشرة .