تخلد النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على غرار باقي التمثيليات المهنية الإعلامية والمدنية والحقوقية، اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب الذي اختارت الأمم المتحدة يوم الثاني من نونبر لإحيائه تكريما لروح الصحافيين الفرنسيين كلود فيرلون وجيرلين دوبون العاملين بمحطة إذاعة فرنسا الدولية، واللذين اغتالتهما يد الإجرام الإرهابي ببلدة كيدالي المالية يوم الثاني من نونبر 2013.
وعبرت أودري أزولاي، الأمينة العامة لليونسكو، بمناسبة مرور عشر سنوات على إقرار هذا اليوم العالمي، عن خيبة المنظمة الدولية من استمرار مظاهر إفلات مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين بمناسبة ممارستهم لواجبهم المهني، حيث إن 85 في المائة من مرتكبي تلك الجرائم لا يطالهم سيف العدالة.
وقالت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إنها تشاطر مخاوف المنتظم الدولي والنقابات المهنية للصحافيات والصحافيين وعموم المدافعين عن حقوق الإنسان من استمرار مظاهر الاعتداء على الصحافيين التي تصل حدود إزهاق أرواحهم، خصوصا في مناطق النزاعات المسلحة والدول التي تكثر فيها أشكال الجريمة المنظمة والفوضى الأمنية.
وأوضحت النقابة ذاتها، ضمن بلاغ توصلت به هسبريس، أن المغرب لا يصنف ضمن البلدان التي يتعرض فيها الصحافيات والصحافيون إلى مخاطر كبرى؛ من مثل استهداف الحق في الحياة، أو الاحتجاز والاختطاف، والتهديدات الكبرى التي تتطلب الحماية الأمنية.
ونبهت إلى بعض الانفلاتات المرتبطة بالتضييق على عمل الصحافيات والصحافيين، خصوصا من المتضررين من كشف معلومات مرتبطة بتورطهم في مخالفات وجرائم ذات طبيعة مالية أو اقتصادية أو عقارية وغيرها.
وشددت النقابة الوطنية للصحافة المغربية على ضرورة تقوية الجانب الوقائي في عمل الصحافيين، والذي يتطلب تشريعات وطنية ودولية ملزمة تحمي الصحافيات والصحافيين أثناء ممارستهم لمهامهم.
وذكرت في هذا السياق بالمخاطر التي تعرض لها الصحافيون المغاربة بالجزائر أكثر من مرة أثناء سفرهم لتغطية تظاهرات ذات صبغة إقليمية أو قارية، ودعت إلى مساءلة الجهات التي جعلت حياتهم في خطر أثناء تواجدهم بالتراب الجزائري.
ودعا البلاغ ذاته المنتظم الدولي إلى التدخل العاجل من أجل استتباب الأمن وحماية الصحافيات والصحافيين في أماكن النزاعات المسلحة، خصوصا في منطقة الساحل والصحراء الإفريقية حيث تتنامى أنشطة الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة الانفصالية المدعومة للأسف من بعض الدول المتواطئة مع عصابات الاتجار في البشر والجريمة المنظمة.
وختمت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالتأكيد على أن هذه الجماعات الإرهابية تعتبر الصحافة هدفا لهجماتها، مخافة الكشف عن انتهاكاتها للحقوق والحريات وعن جرائمها الاقتصادية والعسكرية والثقافية.